تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ١٦٢
" وقال نعيم بن حماد عن عبد الرحمان بن مهدي: سألت أو سئل شعبة عمن يترك " (1) حديثه، قال: إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون (2) فأكثر، طرح حديثه، وإذا اتهم بالكذب، طرح حديثه، " ومن روى حديثا غلطا مجتمعا عليه، فتمادى في روايته، طرح حديثه، ومن أكثر من الغلط طرح حديثه " (3)، وما كان غير هؤلاء فارووا عنه.
وقال أبو موسى محمد بن المثنى: سمعت عبد الرحمان بن مهدي يقول: المحدثون ثلاثة: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه، والآخر يهم، والغالب على حديثه الصحة، فهذا لا يترك حديثه، ولو ترك حديث مثل هذا، لذهب حديث الناس، والآخر يهم، والغالب على حديثه الوهم، فهذا يترك حديثه.
وقال أحمد بن ملاعب البغدادي: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن حافظ له، أمين عليه، عارف بالرجال.
وقال أحمد بن أبي الحواري (4): سمعت مروان بن محمد يقول: لا غنى لصاحب حديث عن صدق وحفظ وصحة كتب فإذا أخطأته واحدة وكانت فيه واحدة، لم يضره إن لم يكن له حفظ ورجع إلى الصدق وكتبه صحيحة لم يضره إن لم يحفظ.

(1) سقطت هذه العبارة من " د ".
(2) في " د ": المعرفون.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من " د ".
(4) قيد ناسخ " د " راء " الحواري " بالفتح. وذكره الذهبي في المشتبه: 257 وضبطه بالقلم بفتح الحاء المهملة، ولكن لم يظهر في المطبوع ما يشير إلى حركة الراء. وقال ابن حجر في تبصير المنتبه (553): " الحواري:
واحد الحواريين على الأصح. وكان بعض الحفاظ يقوله بفتح الراء ". وذكر ابن ناصر الدين في توضيحه لمشتبه الذهبي أن في حاء " الحواري " الفتح والكسر مع تخفيف الواو فيها وتشديد آخره مع كسر الراء، ثم قال: " وحكى الحسن بن محمد البكري ضم الحاء وفتح الراء، وهو غريب. " (المجلد الأول، الورقة: 226 من نسخة الظاهرية).
وأحمد بن أبي الحواري هذا هو: أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي، سيأتي في هذا المجلد (الرقم: 62).
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»