أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩
وهي أكثر من هذا وشهد وقعة أجنادين بالشأم وسيره خالد بن الوليد إلى أبى بكر مبشرا وشهد فتح دمشق وشهد صفين مع علي رضي الله عنه أخرجه أبو عمر (ب دع * عبد الرحمن) بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولأبيه صحبة أمه أسماء بنت أسد بن مدرك الخثعمي يكنى أبا محمد وكان عبد الرحمن من فرسان قريش وشجعانهم له هدى حسن وفضل وكرم الا أنه كان منحرفا عن علي وبنى هاشم مخالفة لأخيه المهاجر بن خالد فان المهاجر كان محبا لعلى وشهد معه الجمل وصفين وشهد عبد الرحمن صفين مع معاوية وسكن حمص وكان مع أبيه يوم اليرموك وكان معاوية يستعمله على غزو الروم وله معهم وقائع ولما ولى العباس بن الوليد حمص قال لأشراف أهل حمص يا أهل حمص مالكم لا تذكرون أميرا من أمرائكم مثل ما تذكرون عبد الرحمن بن خالد فقال بعضهم كمان يدنى شريفنا ويغفر ذنبا ويجلس في أفنيتنا ويمشي في أسواقنا ويعود مرضانا ويشهد جنائزنا وينصف مظلومنا وقيل لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه خطب أهل الشأم فقال يا أهل الشأم كبرت سنى وقرب أجلى وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم وانما أنا رجل منكم فأصفقوا على الرضا بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد فشق ذلك على معاوية وأسرها في نفسه ثم إن عبد الرحمن مرض فدخل عليه ابن أثال النصراني فسقاه سما فمات فقيل ان معاوية أمره بذلك وذلك سنة سبع وأربعين قال محمد بن سعد لا بقية لعبد الرحمن بن خالد ثم إن المهاجر بن خالد دخل دمشق مستخفيا هو وغلام له فرصد الطبيب فخرج ليلا من عند معاوية فقصده المهاجر وهذه القصة مشهورة عند أهل السير قاله أبو عمرو قال الزبير بن بكار كان خالد بن المهاجر بن خالد اتهم معاوية انه دس إلى عمه عبد الرحمن متطببا يقال له ابن أثال فسقاه في دواء فمات فاعترض لابن أثال فقتله والله أعلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا روى عنه خالد بن سلمة والزهري وعمرو بن قيس الشامي ويحيى بن أبي عمرو الشيباني وأبو هزان روى أبو هزان عن عبد الرحمن بن خالد انه احتجم في رأسه وبين كتفيه فقيل له ما هذا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشئ ولما مات رثاه كعب بن جعيل ألا تبكي وما ظلمت قريش * باعوال البكاء على فتاها
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»