أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
هنالك لا أبالي طلع بعل * ولا نخل أسافلها رواء فلما سمعه زيد بكى فخفقه بالدرة وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل لزيد يقول عبد الله بن رواحة يا زيد زيد اليعملات الذبل * تطاول الليل هديت فأنزل يعنى انزل فسق بالقوم قال وحدثنا ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس يوم مؤتة زيد بن حارثة فان أصيب فجعفر بن أبي طالب فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فان أصيب عبد الله فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم فتجهز الناس وتهيأوا للخروج فودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم فلما ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم وودعوا عبد الله بن رواحة بكى قالوا ما يبكيك يا ابن رواحة فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا فلست أدرى كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ورفع إليكم فقال ابن رواحة لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات فرع يقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثي * يا أرشد الله من غاز وقد رشدا ثم أتى عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعه ثم خرج القوم حتى نزلوا معان فبلغهم ان هرقل نزل بمآب في مائة الف من الروم ومائة ألف من المستعربة فأقاموا بمعان يومين فقالوا نبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بكثرة عدونا فاما ان يمدنا واما أن يأمرنا أمرا فشجعهم عبد الله بن رواحة فساروا وهم ثلاثة آلاف حتى لحقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها شراف ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة وروى عبد السلام بن النعمان بن بشير أن جعفر بن أبي طالب حين قتل دعا الناس عبد الله بن رواحة وهو في جانب العسكر فتقدم فقاتل وقال يخاطب نفسه: يا نفس الا تقتلي تموتي * هذا حياض الموت قد صليت وما تمنيت فقد لقيت * ان تفعلي فعلهما هديت وان تأخرت فقد شقيت
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»