رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه في الاسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار وأبوك واقع فيها فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال يا محمد إلى من تدعو قال أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدرى من عبده ممن لم يعبده قال خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم باسلامه وتغيب خالد وعلم أبوه اسلامه فأرسل في طلبه من بقى من ولده ولم يكونوا أسلموا فوجدوه فأتوا به أباه أبا أحيحة سعيدا فسبه وبكته وضربه بعصا في يده حتى كسرها على رأسه وقال اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم قال قد والله تبعته على ما جاء به فغضب أبوه ونال منه وقال اذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعنك القوت فقال خالد ان منعتني فان الله يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه لا يكلمه أحد منكم الا صنعت به ما صنعت بخالد فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلزمه ويعيش معه وتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج المسلمون إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فخرج معهم وكان أبوه شديدا على المسلمين وكان أعز من بمكة فمرض فقال لئن الله رفعني من مرضى هذا لا يعبد اله ابن أبي كبشة بمكة فقال ابنه خالد عند ذلك اللهم لا ترفعه فتوفى في مرضه ذلك وهاجر خالد إلى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خالد الخزاعية وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد واسمها أمة وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخو عمرو بن سعيد وقدما على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين فكلم النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين فأسهموا لهم وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم القضية وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملا على صدقات اليمن وقيل على صدقات مذحج وعلى صنعاء فتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليها ولم يزل خالد وأخواه عمرو وأبان على أعمالهم التي استعملهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما توفى رجعوا عن أعمالهم فقال لهم أبو بكر ما لكم رجعتم ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجعوا إلى أعمالكم فقالوا نحن بنو أبى أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله
(٨٣)