أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ٤٨
هند بطن حمزة رضي الله عنه فأخرجت كبده فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو دخل بطنها لم تمسها النار فلما شهده النبي صلى الله عليه وسلم اشتد وجده عليه وقال لئن ظفرت لأمثلن بسبعين منهم فأنزل الله سبحانه وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك الا بالله وروى أبو هريرة قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد مثل به فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات وروى جابر قال لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة قتيلا بكى فلما رأى ما مثل به شهق وقال لولا أن تجد صفية لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع وصفية هي أم الزبير وهي أخته وروى محمد بن عقيل عن جابر قال لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل بحمزة شهق فلما رأى ما فعل به صعق ولما عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سمع النوح على قتلى الأنصار قال لكن حمزة لا بواكي له فسمع الأنصار فأمروا نساءهم ان يندبن حمزة قبل قتلاهم ففعلن ذلك قال الواقدي فلم يزلن يبدأن بالندب لحمزة حتى الآن وقال كعب بن مالك يرثى حمزة وقيل هي لعبد الله بن رواحة بكت عيني وحق لها بكاها * وما يغنى البكاء ولا العويل على أسد الاله غداة قالوا * لحمزة ذاكم الرجل القتيل أصيب المسلمون به جميعا * هناك وقد أصيب به الرسول أبا يعلى لك الأركان هدت * وأنت الماجد البر الوصول عليك سلام ربك في جنان * يخالطها نعيم لا يزول ألا يا هاشم الأخيار صبرا * فكل فعالكم حسن جميل رسول الله مصطبر كريم * بأمر الله ينطق إذ يقول ألا من مبلغ عنى لؤيا * فبعد اليوم دائلة تدول وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا * وقائعنا بها يشفى الغليل نسيتم ضربنا بقليب بدر * غداة أتاكم الموت العجيل غداة ثوى أبو جهل صريعا * عليه الطير حائمة تجول وعتبة وابنه خرا جميعا * وشيبة عضه السيف الصقيل ألا يا هند لا تبدى شماتا * لحمزة ان عركم ذليل
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»