أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
ابن سواد بن كعب وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الظفري عم قتادة بن النعمان بن زيد وهو الذي سرق بنو أبيرق سلاحه وطعامه أخبرنا إسماعيل عن عبيد الله بن علي وغير واحد قالوا باسنادهم إلى محمد بن عيسى الترمذي قال حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني أخبرنا محمد بن مسلمة الحراني أخبرنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا والله ما يقول هذا الشعر الا هذا الخبيث وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام وكان الناس انما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشأم من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة فابتاع عمى رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفى المشربة سلاح فعدى عليه من تحت الليل فنقبت المشربة وأخذ السلاح والطعام فلما أصبح أتاني عمى رفاعة فقال يا ابن أخي انه قد عدى علينا ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا فتجسسنا الدور فقيل لنا قد رأينا بنى أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى الا على بعض طعامكم قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ان أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمى رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سامر في ذلك فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة فكلموه فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا يا رسول الله ان قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل اسلام يرمونهم بالسرقة قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح ترميهم بالسرقة قال فرجعت ولوددت انى أخرج من بعض مالي ولم أكلم رسول الله فقلت لعمى ذلك فقال الله المستعان وأنزل الله تعالى ان أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما بنى أبيرق واستغفر الله مما قلت لقتادة بن النعمان الآيات أخرجه أبو نعيم وابن منده * الضافطة الأنباط كانوا يحملون
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»