أسد الغابة - ابن الأثير - ج ١ - الصفحة ٣٦
الحديبية في ذي القعدة من سنة ست وكانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع وقال أبو نعيم أسلم قبل خيبر وشهدها وهو الصحيح لأنه قد ثبت عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص في سرية من المدينة فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها وقال ابن منده تقدم اسلام أخيه عمرو يعنى أخا أبان قال وخرجا جميعا إلى أرض الحبشة مهاجرين وأبان بن سعيد تأخر اسلامه هذا كلام ابن منده وهو متناقض وهو وهم فان مهاجرة الحبشة هم السابقون إلى الاسلام ولم يهاجر أبان إلى الحبشة وكان أبان شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وكان سبب اسلامه انه خرج تاجرا إلى الشام فلقى راهبا فسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال انى رجل من قريش وان رجلا منا خرج فينا يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى فقال ما اسم صاحبكم قال محمد قال الراهب فإني أصفه لك فذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم وسنه ونسبه فقال أبان هو كذلك فقال الراهب والله ليظهرن على العرب ثم ليظهرن على الأرض وقال لأبان اقرأ على الرجل الصالح السلام فلما عاد إلى مكة سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عنه وعن أصحابه كما كان يقول وكان ذلك قبيل الحديبية ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إلى الحديبية فلما عاد عنها تبعه أبان فأسلم وحسن اسلامه وقيل إنه هو أجار عثمان لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية إلى مكة وحمله على فرسه وقال اسلك من مكة حيث شئت آمنا أخبرنا أبو أحمد عن أبي داود أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا إسماعيل بن عباس عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري أن عبد الله بن سعيد بن العاص أخبره انه سمع أبا هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد أن فتحها وان حزم خيلهم لليف فقال أبان أقسم لنا يا رسول الله قال أبو هريرة فقلت لا تقسم لهم يا رسول الله فقال أبان وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس يا أبان ولم يقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين لما عزل عنها العلاء بن الحضرمي فلم يزل عليها إلى أن توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى المدينة فأراد أبو بكر ان يرده إليها فقال
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»