أسد الغابة - ابن الأثير - ج ١ - الصفحة ١١٣
ولا يهتصر عليها فرع (د * أكثم) بن صيفي قاله ابن مندة وقال قد تقدم ذكره روى عبد الملك بن عمير عن أبيه قال بلغ أكثم بن أبي الجون مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قال فليأته من يبلغه عنى ويبلغني عنه فأرسل رجلين فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكثم وذكر حديثا طويلا أخرجه ابن مندة وحده قلت أخرج ابن مندة هذه التراجم الثلاث وأخرج أبو نعيم الترجمتين الأوليين ولم يخرج الثالثة وذكر النسب فيهما كما سقناه عنهما وهو من عجيب القول فإنهما ذكرا النسب في الأولى والثانية واحدا ولا شك انهما رأيا في الأول النسب متصلا إلى حارثة بن عمر ومزيقيا ورأياه في الثاني لم يتصل انما هو ربيعة بن أصرم من ولد كعب بن ربيعة فظناه غير الأول وهو هو وزادا على ذلك بأن رويا عنه في الترجمة الأولى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أكثم اغز مع غير أهلك يحسن خلقك ثم انهما ذكراه في اسم حنظلة بن الربيع الكاتب الأسيدي وجعلاه من أسيد بن عمرو بن تميم وقالا ابن أخي أكثم بن صيفي فكيف يكون أكثم بن صيفي في هذه الترجمة خزاعيا ويكون في ترجمة حنظلة تميميا والصحيح فيه أنه أكثم بن صيفي ابن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف ابن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم هكذا ساق نسبه غير واحد من العلماء منهم ابن حبيب وابن الكلبي وأبو نصر بن مأكولا وغيرهم لا اختلاف عندهم أنه من تميم ثم من بني أسيد ولو لم يسوقا نسبه مثل نسب أكثم بن أبي الجون الذي في الترجمة الأولى لكان أصلح ثم قالا جميعا في نسب أكثم بن صيفي انه من ولد كعب بن عمرو يعنى خزاعة ثم انهما جعلاه من أهل الحجاز لظنهما أنه خزاعي والا فلو ظناه تميميا لما جعلاه من أهل الحجاز ومثل هذا لا يخفى على من هو دونهما فكيف عليهما والجواد قد يكبو والسيف قد ينبو (د ع * أكيدر) بن عبد الملك صاحب دومة الجندل كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل سرية إلى أكيدر مع خالد بن الوليد وقال لهم انكم ستجدون أكيدر خارج الحصن وذكر ابن مندة وأبو نعيم أنه أسلم وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير فوهبها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه ابن مندة وأبو نعيم (قلت) أما سرية خالد فصحيح وانما أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحه ولم يسلم وهذا لا اختلاف بين أهل السير فيه ومن قال إنه أسلم فقد أخطأ خطأ ظاهرا وكان أكيدر نصرانيا ولما صالحه النبي صلى الله عليه
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»