وهذا باب إن استقصيناه طال جدا وتجاوز بنا حد المجلس الواحد من مجالس كتابنا ولم نبن هذا الكتاب على استيفاء أبواب أنواعه وإنما جعلناه موشحا ممتزجا بمنزلة الحدائق المشتملة على أنواع مختلفة يقع الأنس بمشاهدتها والالتذاذ بجناها والانتفاع بثمرتها وقول توبة وأشرف بالقوز اليفاع (1) القوز الواحد من أقواز الرمل وهو ما على وأشرف منه وكذلك اليفاع ما ارتفع ويقال أيفع الغلام فهو يافع إذا ارتفع وهو من نادر أبواب (2) العربية لأنه جاء على أفعل فهو فاعل وله أخوات معدودة أورف الظل فهو وارف وأورس الرمث (3) فهو وارس وقد قال النابغة (4):
كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب بمعنى منصب كما قال في كلمة أخرى:
تعناك هم من أميمة (5) منصب وقوله أرى نار ليلى أو يراني بصيرها أي مبصرها (6) والعرب تقول: ليل نائم وسر كاتم أي منوم ومكتوم قال جرير (7):
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى * ونمت وما ليل المطي بنائم ومثل هذا كثير أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبيد الله المرزباني حدثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال قرأ علينا محمد بن العباس اليزيدي قال قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمد وذكر أنه قرأها على أبي (8) المنهال عيينة بن المنهال وهي تأليفه فذكرها ثم قال وأنشدني يعني ابن داحة لليلى الأخيلية: