كانت فاطمة بنت الحسين بن علي تحت الحسن بن الحسن بن علي فلما حضرته الوفاة قال لها لها إنك مرغوب فيك متشرف بك لا تتركين إني والله لا أترك في قلبي حسرة سواك (1) قالت فإني أنتهي إلى ما أمرت به فقال لكأني بك لو قدمت وأخرجت جنازتي قد جاءك يعني عبد الله بن عمرو على فرس ذنوب (2) لابسا حلته يسير في جانب الناس متعرضا لك ولست أدع من الدنيا هما سواك فلم يدعها حتى توثق منها بالأيمان في ذلك ومات الحسن وأخرجت جنازته فوافى (3) عبد الله بن عمرو وقد كان يجد بفاطمة وجدا شديدا وكان رجلا جميلا ونظر إلى فاطمة ونظرت إليه وكانت تلطم وجهها على الحسن فأرسل إليها مع جاريته إن لنا في وجهك حاجة فارفقي [به] (4) قال:
فخمرت وجهها وأرسلت يدها حتى عرف ذلك جميع من حضرها فلما انقضت عدتها خطبها فقالت كيف أعمل بأيماني فقال لك بكل مال مالان وبكل مملوك مملوكان فوفى لها فتزوجها فولدت له محمدا وسمي من حسنه الديباج والقاسم ورقية ومحمد هو الذي قال جميل إني لأراه يخطر على الصفا فأغار على بثينة من أجله (5) أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد أنا أحمد ابن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو اليقظان قال نظرت فاطمة بنت الحسين إلى جنازة زوجها الحسن بن الحسن ثم غطت وجهها وقالت:
وكانوا رجاء ثم أمسوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني أبو يعقوب الكوفي نا جرير عن ابن خالد بن سلمة القرشي قال:
لما مات الحسن بن الحسن بن علي اعتكفت فاطمة بنت حسين بن علي على قبره سنة وكانت امرأته ضربت على قبره فسطاطا فكانت فيه فلما مضت السنة قلعوا الفسطاط