سمعت سلمى مولاة مروان بن الحكم تقول حدثني مروان بن الحكم قال سمعت معاوية ابن أبي سفيان يقول سمعت أمي هند بنت عتبة تقول وهي تذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي تقول فعلت يوم أحد ما فعلت من المثلة بعمه (1) وأصحابه كلما سارت قريش مسيرا فأنا معها بنفسي حتى رأيت في النوم ثلاث ليال رأيت كأني في ظلمة لا أبصر سهلا ولا جبلا وأرى من تلك الظلمة انفرجت عني بضوء مكانه فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعوني ثم رأيت في الليلة الثانية كأني على طريق فإذا بهبل (2) على يميني يدعوني وإذا بيساف (3) يدعوني عن يساري وإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين يدي قال تعالي (4) هلم إلى الطريق ثم رأيت في الليلة الثالثة كأني واقفة على شفير جهنم يريدون أن يدفعوني فيها وإذا أنا بهبل يقول ادخلي فيها فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ورائي آخذ بثيابي فتباعدت عن شفير جهنم وفزعت (5) فقلت هذا شئ قد بين لي فغدوت إلى صنم في بيتنا فجعلت أضربه وأقول:
طال ما كنت منك إلا في غرور وأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأسلمت وبايعته أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع المصقلي أنا أبو عبد الله العبدي أنا خيثمة نا خلف بن محمد كردوس الواسطي نا يعقوب بن محمد الزهري نا عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن هشام عن عروة عن أبيه قال (6):
قالت هند لأبي سفيان إني أريد أن أتابع (7) محمدا قال قد رأيتك تكرهين هذا الحديث أمس قالت إني والله والله ما رأيت الله عبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليلة والله إن يأتوا (8) إلا مصلين قياما وركوعا وسجودا قال فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبي برجل من قومك معك فذهبت إلى عثمان (9) فذهب [معها] (10) فاستأذن لها ودخلت