أخيه فإن فعل فعل وإلا تعاقدوا أن لا ينكحوهم ولا يبايعوهم حتى يدفعوا إليهم على عقد محمدا فكتبوا في صحيفتهم عهدا (1) بينهم أن لا ينكحوا بني عبد المطلب ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم ولا يكلموهم حتى يدعوا إليهم محمدا (صلى الله عليه وسلم) فيقتلوه فمشوا إلى أبي طالب وقد كتبوا كتابهم فقالوا يا ابن عبد المطلب أنت أفضل قريش اليوم حلما وأكبرهم سنا وأعظمهم شرفا وقد رأيت صنع ابن أخيك والسفهاء الذين معه الصباة (2) المخلطين لأمرهم وإن قومك قد نفروا إليك في أمر فيه صلاح قومك وصلاحهم لك صلاح إن فعلت وإن أبيت فقد أبلغوا العذر وفيه هلاكك وهلاك أهل بيتك لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم قد كتب قومك كتابا فيه الذي يكرهون إن أبيتم أن تدفعوا إليهم حاجتهم قال ما حاجتهم فيما قبلي قالوا حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الذي فرق كلمتنا وأفسد جماعتنا وقطع أرحامنا فنقتله ونعطيك الدية قال لا تطيب بذلك نفسي أن أرى قاتل ابن أخي يمشي بمكة وقد أكلت ديته قالوا فإنا ندفعه إلى بعض ذؤبان العرب فيكون هو يقتله وندفع إليك الدية ونعطيك أي أبنائنا شئت فيكون لك ولدا مكان هذا الصابئ فقال لهم ما أنصفتموني تقتلون ولدي وأغذو أولادكم إذ لا تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لم تحن إلى غيره ولكن أمر هو أجمع لكم مما أراكم تخوضون فيه تجمعون شباب قريش من كان منهم بسن محمد (صلى الله عليه وسلم) فتقتلونهم جميعا وتقتلون معهم محمدا قالوا لا لعمرو أبيك لا نقتل أبناءنا وإخواننا من أجل هذا الصابئ ولكنا سنقتله سرا أو علانية فائتمر لذلك أمرك فعند ذلك يقول أبو طالب * كذبتم وبيت الله تبارك محمدا * ولما نضارب دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل وننهض نهضا في نحوركم القنا * نهوض الروايا في طريق حلاحل وحتى نرى ذا الدرع يركب ردعه (3) * من الطعن مشي الأنكب المتحامل * في قول كثير يقول لهم فلما سمعت بذلك قريش وعرفوا منه الجد يئسوا منه وأظهروا لبني عبد المطلب
(٣١٨)