وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر قال أبو يعلى الموصلي حدثنا قطن بن نسير (1) حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا أبو طاهر علي بن زيد المدني عن ابن عباس قال قال أبو ذر كان لي أخ يقال له أنيس (2) قال كاهن بمكة قال نعم فخرجنا إلى مكة فاجتمعنا عند الكاهن فكأنه فضل شعر أنيس فقال يا أخي رأيت بمكة رجل يزعم أنه نبي وهو على دينك قال ابن عباس قلت لأبي ذر ما كان دينك قال رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدونها فقلت أي شئ كنت تعبد قال لا شئ كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى يوقظني حر الشمس قال أنيس وقد شانفه قومه يعني كرهوه قال أبو ذر فإني أريد أن آتيه قال فتجهزت ثم خرجت فقال لي أنيس لا تظهر أنك تطلبه أخاف عليك أن تقتل دونه قال فجئت حتى دخلت مكة مكثت بين الكعبة وأستارها خمسة عشرة ليلة ويوما أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فجاءت امرأتان تدعوان ليلة آلهتهما تقول إحداهما يا أساف هب لي غلام وتقول الأخرى يا نائلة (3) هب لي كذا وكذا فقلت هن بهن فتولتا تقولان إن الصابئ من الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر يمشي وراءه فتكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكلام (4) ما قلت فظننت أنه رسول الله فخرجت إليه فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك رحمة الله ممن أنت قلت من غفار وكانت غفار يقطعون على الحاج الطريق (5) فذكر نحو ما مضى قال وأقمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة يعلمني الإسلام ومن القرآن فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني أخاف عليك أن تقتل قلت لأتبعنك يا رسول الله وإن قتلت فسكت عني وذكر الحديث في ضرب قريش إياه قال (6) فجئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأى ما بي من حال فقال لي ألم أنهك فقلت يا رسول الله كانت حاجة في نفسي قضيتها فقال الحق بقومك فإذا بلغك ظهوري فأتني فجئت قومي وقد (7) عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال يا أخي
(١٨٣)