قال أبو أحمد الحاكم أبو ذر جندب بن جنادة ويقال برير بن جندب ويقال برير بن جنادة ويقال جندب بن عبد الله ويقال جندب بن السكن والمشهور جندب بن جنادة الحجازي له صحبة وأمه رملة بنت الوقيعة (1) من بني غفار أيضا قال ابن يونس شهد فتح مصر واختط بها حدث عنه من أهل مصر عمرو بن العاص وأبو بصرة الغفاري ومعاوية بن حديج (2) وذكر غيرهم قال ابن مندة ويقال إن اسم أبي ذر جنادة بن السكن روى عنه عمر بن الخطاب وجماعة من الصحابة قال أبو نعيم اختلف في اسمه ونسبه وكان يتعبد قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث (3) سنين يقوم بالليل مصليا حتى إذا كان آخر الليل سقط كأنه خرقة ثم أسلم بمكة في أول الدعوة وهو رابع الإسلام وهو أول من حيا النبي (صلى الله عليه وسلم) بتحية الإسلام وبايع النبي (صلى الله عليه وسلم) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم ثم كان يشبه بعيسى بن مريم عبادة ونسكا لم يتلوث بشئ من فضول الدنيا حتى فارقها ثبت على العهد الذي بايع عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) من التخلي عن فضول الدنيا والتبرئ منها كان يرى إقبالها محنة وهوانا وإدبارها نعمة وامتنانا حافظ على وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) له في محبة المساكين ومجالستهم ومباينة المكثرين في مفارقتهم كان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا فرغ منه أوى إلى مسجده واستوطنه سيد من آثر العزلة والوحدة وأول من تكلم في علم الفناء والبقاء وكان وعاء ملئ علما فربط عليه كان رجلا آدم طويلا أبيض الرأس واللحية توفى بالربذة فولي غسله وتكفينه والصلاة عليه عبد الله بن مسعود في نفر كان منهم حجر بن الأدبر سنة اثنتين وثلاثين ودفن بها
(١٧٦)