المواضع منكم أين قالوا جبل الشراة فحملوني إلى الشراة (1) قال أبو جعفر وحين سقطت كنت قد قبضت على حصاة وجهدوا في البادية أن يفتحوا يدي فلم يطيقوا وإذا هي حصاة كلما هممت برميها لم أجد إلى رميها سبيلا فدخلت بيت المقدس واجتمع حولي الصوفية والحصاة في يدي أقلبها فأخذها مني بعض الفقراء وضرب بها الأرض فتفتت وخرج منها دودة صغيرة ثم صرف يده إلى ورقة فأخذها ووضعها على رأس الدودة فلم تزل تقشر حتى قورت الورقة (2) وأنا أنظر إليها فقلت نعم يا سيدي لم تطلعني على سبب مجاري الأرزاق إلا بعد حلق رأسي ولحيتي واللفظ للخطيب أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد أنا الحسين بن يحيى أنا الحسين بن علي وكتب إلي أبو سعد بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي أنبأنا أبو الحسن الموازيني عن عبد العزيز بن بندار قالوا نا ابن جهضم حدثني علي بن إسماعيل حدثني محمد بن الهيثم قال قلت لأبي جعفر الحداد الناس يقولون أنك أقمت في البادية سبعين يوما ما أكلت فيها ولا شربت فحدثني فقال لي أنا معتقد للتوكل وأرى رزقي يجري بين أيدي الناس وكنت أريد أن يجئ به الجن أو الوحش أو يخرج من الأرض أو ينزل من السماء فاعتقدت أني أدخل البادية فإذا رأيت سوادا عدلت عنه فأقمت أربعين يوما ما أكلت ولا شربت حتى ضعفت فجئت إلى مصنع (3) فأخذت ماء وقال أبو جعفر مصنع فيه ماء فأخذت الماء وغسلت وجهي ورجلي واسترحت ثم وجدت نصف دبة (4) كان فيها قطران قد مر عليها الحر والسيول وقد استرقت فقمت وأخذتها وتركتها في حجري ودققتها بين حجرين حتى صارت مثل السويق فاسنفقتها وشربت عليها الماء فرجعت نفسي وقمت فطلبت السواد (5) فلما أشرفت عليهم ذبحوا وخبزوا فأكلت واسترحت فلم أزل أعدل إلى
(١١٥)