قال فما زالا بالشيخ حتى قال ائذنوا له قال فصعد إلينا يحيى بن أكثم وهو يومئذ كهل وعليه كسوة عجيبة قال فتخشخش جميع من في البيت قال وزهير لا يتحرك قال حتى جلس يحيى فانكب على رأسه فقبله ثم قال يا أبا عبد الرحمن كيف أصبحت كيف تجدك قال أنا بخير والحمد لله وأنا في عافية قال جعلك الله بخير يا أبا عبد الرحمن جئتك أمس فمعتني وجئتك اليوم فكدت أن لا تأذن لي بلغك عني أمر تكرهه اشتكاني إليك أحد تظلم أحد من قبلي فأستغفر الله وأرجع وأتوب إلى أن قال في (1) كلامه والله يا أبا عبد الرحمن ما تركت قال فقال زهير خذوا بيدي قال فأخذوا بيده فجلس فقال يا يحيى من لم يدعك ضربت سوتا قط اخذ من مالك دينار قط حبست يوما إلى الليل قط قال لا والله ولكن ما أرى الله أتى بك من أقاصي مرو وقلدك هذه القلادة لخير يريده بك قال فجعل يبكي ثم قال له في آخر كلامه يا أبا عبد الرحمن لك حاجة توصي بها بشئ قال ما لي إليك حاجة إلا أن تؤثر الله على ما سواه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنا جدي السيد أبو المعالي عمر بن القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي نا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني يقول سمعت جدي يقول (2) سمعت يحيى بن أكثم يقول كان لي أخ مروزي فكان يكتب إلي في الأحايين وما كتب إلي إلا انتفعت بكتابه قال فكتب إلي مرة بسم الله الرحمن الرحيم يا يحيى اعتبر بما ترى واتعظ بما تسمع قبل أن تصير عبرة للناظرين وعظة للسامعين قال قلت لقد جمع فيه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد (3) الله الحافظ نا أبو سعيد موفق بن محمد بن الجراح الهروي الأديب نا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن سعيد نا محمد بن (4) عبد الكريم المروزي قال لما ولي يحيى بن أكثم القضاء كتب إليه أخوه عبد الله بن أكثم من مرو وكان من الزهاد
(٧٣)