قال أسلم (1) فلما كان في خلافة عمر توجه إلى الشام أتاه شيخ كبير ومعه جماعة من النصارى حين نزل عمر الجابية فسلم عليه وقال ما تعرفني يا أمير المؤمنين فقال إن كنت صاحبي بدير العدس فإني أعرفك قال أنا هو فقال عمر فإن عهدي بك وأنت مكتهل وقد بلغت الآن هذه الحال وقد أتى الله جل اسمه بالإسلام فما يمنعك من الدخول فيه وأنت رجل من أهل الكتاب وقد كنت أخبرتني بشئ فرأيت من نبئه ما استدللت به على أنك من علمائهم فاعتذر في ذلك بقول لا أحفظه ثم أظهر الكتاب الذي كان عمر كتبه يوم نزل به فعرفه عمر وقال ما أسأل قال أسال أن تمضيه لي فقد تقدم به أمرك ووعدك فقال إنا يومئذ كنا وإياكم على حال قد علمتها وقد أزالها الله وجاءنا بغيرها ولا بد من أحد أمرين إما الخراج وإما الضيافة فاختار الضيافة فألزمهم إياها عمر وأسقط عن ديره الخراج على أن عليهم ضيافة من نزل هذا الدير من المسلمين إذا كان عابر سبيل ثلاثة أيام يطعمونهم ما يحل لهم من أوسط طعامهم وكتب لهم بذلك كتابا وقال عمر ما أعرف لأحد عندي يدا منذ كنت حتى من الله علي بالإسلام غير هذا الرجل يعني ما كان صنعه به أسقف الدير وعرض عليه المكافأة من ماله فلم يقبلها وانصرف إلى موضعه وأصحابه راضين بما ألزمهم (2) عمر من ضيافة المسلمين 8158 يحيى بن عبد الله بن الحارث أبو بكر القرشي العبدري المعروف بابن الزجاج الكاتب روى عن أبي عقيل أنس بن السلم الخولاني وأبي بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال وسليمان بن أيوب بن حذلم وأحمد بن علي بن سعيد القاضي وأبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي وزكريا بن يحيى السجزي (3) وأبي عطية وردان بن صالح بن كثير ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي وأحمد بن نصر بن شاكر وأبي سعيد محمد بن يحيى حامل كفنه وأبي قصي
(٢٩٥)