وودعك القريب فلا أنت إلى أهلك بعائد ولا في عملك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة قال ابن عساكر (1) كذا في الكتاب والصواب عبد الرحمن (2) بن يحيى بن عمارة وكذلك وجدته في نسخة بخط الكتاني وروي أن سليمان سأله عن ذلك بالمسجد الحرام أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أخبرنا جعفر بن أحمد السراج أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا أبو عبد الله عن زكريا التميمي قال بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذا أتي بحجر منقور فطلب من يقرأه فأتي بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه يا بن آدم إنك لو رأيت قريب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك ولرغبت في الزيادة من عملك ولو وتقصرت عن (3) حرصك وحيلك وإنما يلقاك غدا ندمك لو قد زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك فبان منك الولد والقريب ورفضك الوالد والنسيب فلا أنت إلى دنياك عائد ولا في حسناتك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة فلا أظنه قال فبكى سليمان بكاء شديدا وروي أن الذي سأله مسلمة بن عبد الملك أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أخبرنا أبو عثمان الصابوني أخبرنا أبو العباس عبد الصمد بن عبد الله اليعمري أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي حدثنا سلمة بن شبيب قال قال منصور بن عمار حدثني أبي حدثنا زكريا بن إبراهيم قال بينما مسلمة ابن عبد الملك بالمسجد الحرام إذا أتي بحجر أسود مكتوب فيه بالحميرية فقال من ها هنا من يقرأه لنا فأتي بوهب بن منبه فقيل له يا أبا عبد الله اقرأ ما على الحجر فإذا عليه مكتوب يا بن آدم لو رأيت يسيرا ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجوا من أملك
(٣٦٨)