في ستين دينارا في العطاء فأقبلت أنا وابن عمي سليمان بن محمد بن عبد الله إلى عسكر الوليد فقربني المؤمل وأدناني وقال أدخلك على أمير المؤمنين وأكلمه حتى يفرض لك في مائة دينار قال المثنى فخرج الوليد من اللؤلؤة فنزل الملكية (1) الليلة فأتاه رسول عمرو بن قيس من حمص يخبره أن عمروا (2) قد وجه إليه خمس مائة فارس عليهم عبد الرحمن بن أبي الجنوب البهراني (3) فدعا الوليد الضحاك بن أيمن من بني عوف من كلب وأمره أن يأتي ابن أبي الجنوب وهو بالغوير فيستخلفه ثم بات الوليد بالملكية (4) فلما أصبح أمر الناس بالرحيل وخرج على برذون كميت عليه قباء خز وعمامة من خز محتزما بريطة رقيقة قد طواها وعلى كتفيه ربطة صفراء فوق السيف فلقيه بنو سليم بم كيسان في ستة عشر فارسا ثم سار قليل متلقاه بنو النعمان بن بشير في فوارس ثم أتاه الوليد ابن أخي الأبرش في بني عامر من كلب فحمله الوليد وكساه وسار الوليد على الطريق ثم عدل في تلعة يقال لها المشبهة فلقيه ابن أبي الجنوب في أهل حمص ثم أتى البخراء فضج أهل العسكر وقالوا ليس معنا علف لدوابنا فأمر رجلا فنادى إن أمير المؤمنين قد اشترى زروع القرية فقالوا ما نصنع بالقصيل (5) تضعف عليه دوابنا وإنما أرادوا الدراهم قال المثني أتيت الوليد فدخلت من مؤخر الفسطاط فدعا بالغداء فلما وضع بين يده أتاه رسول أم كلثوم (6) ابنة عبد الله بن يزيد بن عبد الملك يقال له عمرو بن عمرو بن مرة (7) فأخبره أن عبد العزيز بن الحجاج قد نزل اللؤلؤة فلم يلتفت إليه فأتاه خالد بن عثمان المخراش وكان على شرطه برجل (8) من بني حارثة بن جناب فقال له إني كنت بدمشق مع عبد العزيز وقد أتيتك بالخبر وهذه ألف وخمسمائة قد أخذتها وحل هيمانا من وسطه وأراه قد نزل اللؤلؤة وهو غاد منها إليك فلم يجبه والتفت إلى رجل إلى جنبه فكلمه بكلام (9) لم أسمعه فسألت بعض من كان بيني وبينه عما قال فقال سأله عن النهر الذي حفر بالأردن كم بقي منه وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة فأتى الملكية (10) فحازها
(٣٤١)