حيوية أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا الحارث بن أسامة حدثنا محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر (1) حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال كان الزهري يقدح أبدا عند هشام بن عبد الملك في خلع الوليد بن يزيد ويعيبه ويذكر أمور عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء ويقول لهشام ما يحل لك إلا خلعه فكان هشام لا يستطيع ذلك للعقد الذي عقد له ولا يسوءه ما يصنع الزهري رجاء أن يؤلب ذلك الناس عليه قال أبو الزناد فكنت يوما عند هشام في ناحية الفسطاط وأسمع ذرق (2) كلام الزهري في الوليد وأنا أتغافل فجاء الحاجب فقال هذا الوليد على الباب فقال أدخله فأدخله فأوسع له هشام على فراشه وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى (3) عبد الرحمن بن القاسم وابن المنكدر وربيعة فأرسل إلي ليلة مخليا بي وقدم العشاء فقال له بعد حديث يا بن ذكوان أرأيت يوم دخلت على الأحوال وأنت عنده والزهري يقدح في أفتحفظ من كلامه يومئذ شيئا قلت يا أمير المؤمنين أذكر يوم دخلت وأنا أعرف الغضب في وجهك قال كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام لعل ذلك كله إلي وأنا على الباب قبل أن أدخل إليكم وأخبرني أنك لم تنطق فيه بشئ قال قلت نعم لم أنطق فيه بشئ يا أمير المؤمنين قال قد كنت عاهدت الله لئن أمكنتني القدرة بمثل هذا اليوم أن (4) أقتل الزهري فقد فاتني أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله أخبرنا محمد بن الحسين أخبرنا عبد الله حدثنا يعقوب قال وسمعت يحيى بن عبد الله بن بكير قال كان الوليد بن يزيد يظن أن عند ربيعة ما كان عند الزهري فكان يسأله فلا يجد عنده ما أمل فيه فسأله يوما عن نازله (5) فقال ليس عندي فيه رواية فقال الوليد ولكن ذاك الذي فعل الله به في قبره وفعل لو سقط قضيبي هذا من يدي لروى فيه شيئا فقلت ولم قال
(٣٢٧)