تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٥٩ - الصفحة ٢٢٢
فهل من خالد إما هلكنا * وهل بالموت يا للناس عار (1) * أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا محمد بن فهم نا محمد بن سعد (2) أنا أبو عبيد عن أبي يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال لما ثقل معاوية وتحدث الناس أنه بالموت قال لأهله احشوا عيني إثمدا وأوسعوا رأسي دهنا ففعلوا وبرقوا (3) وجهه بالدهن ثم مهد له مجلس فقال أسندوني ثم قال ائذنوا للناس فليسلموا قياما ولا يجلس أحد فجعل الرجل يدخل فيسلم قائما فيراه مكتحلا متدهنا فيقول الناس هو لما به وهو أصح الناس فلما خرجوا من عنده قال معاوية (4) وتجلدي للشامتين أريهم * أني لريب الدهر لا أتضعضع وإذا المنية أنشبت أظفارها * ألفيت كل تميمة لا تنفع (5) قال وكان به النفاثة (6) فمات من يومه ذلك أخبرنا أبو طالب علي بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الفقيه الخلعي أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا عباس الدوري نا محمد بن بشر نا إسماعيل (7) ح قال ونا الحسن بن علي بن عفان نا أبو أسامة نا إسماعيل عن قيس قال مرض معاوية بن أبي سفيان مرضا عيد فيه فجعل يقلب ذراعيه كأنهما عسيبا نخل وهو قول هل الدنيا إلا ما ذقنا وجربنا والله لوددت أني لا أغبر (8) فيكم فوق ثلاث حتى ألحق

(١) البيت في أنساب الأشراف ٥ / ١٦٠ (ط. دار الفكر) قاله معاوية متمثلا والخبر فيه بنحوه.
(٢) من طريقه الخبر والشعر في البداية والنهاية ٨ / ١٥١ وتاريخ الطبري ٦ / ١٨١ والكامل لابن الأثير ٤ / ٧ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٠ - ١٦١.
(٣) في البداية والنهاية: " وغرقوا " وبرقوا وجهه أي لمعوه.
(٤) البيتان من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي يرثي بنيه شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٨.
(٥) البيت الثاني في أنساب الأشراف ٥ / ١٦٠ (ط. دار الفكر)، وفتوح ابن الأعثم ٤ / ٣٤٥.
(٦) بالأصل و " ز ": " الثقافة " والمثبت عن المختصر، والنفائة ما ينفثه المصدر من فيه، والمصدر من يشكو صدره.
وفي الطبري والكامل لابن الأثير: " النفاثات " وفي البداية والنهاية: النقابة يعني لوقة. وفي الفتوح لابن الأعثم:
" اللقوة في وجهه ".
(7) من طريق إسماعيل بن أبي خالد رواه الذهبي في سير الاعلام 3 / 161.
(8) بالأصل: " لا غبر " والمثبت عن " ز ".
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست