خرج عمر إلى الشام هو وعبد الرحمن بن عوف على حمار فاستقبلهم معاوية في موكب له رز (1) فجاوزه لم يره فقيل له جاوزت أمير المؤمنين فرجع حتى إذا صار إليه نزل وأعرض عنه عمر فأمشاه حتى علق نفسه بأرنبته فأقبل عليه عبد الرحمن فقال يا أمير المؤمنين أتعبت الرجل فقال يا معاوية أنت صاحب الموكب آنفا مع ما بلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك قال نعم قال ولم ويحك قال لأنا في بلاد لا يمتنع فيها من جواسيس العدو ولا بد لنا مما يرهبون به فإن نهيتني عن ذلك انتهيت وإن أمرتني به أقمت قال يا معاوية والله ما يبلغني عنك شئ أكرهه إلا تركتني منه في أضيق من رواجب الضرس فإن كان الذي قلت حقا فرأي أريت وإن كان باطلا فخدعة أديت لا آمرك به ولا أنهاك عنه فقال عبد الرحمن لحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه فقال عمر لحسن موارده جشمناه ما جشمناه أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا المعافى بن زكريا (2) نا يزداد بن عبد الرحمن نا أبو موسى يعني تينة نا العتبي (3) حدثني أبي قال خرج عمر يسير في عمله فلما قرب من دمشق تلقاه معاوية في موكب له رز وعمر على حمار إلى جنبه عبد الرحمن بن عوف على حمار آخر فلم يرهما معاوية فطواهما فقيل له خلفت أمير المؤمنين وراءك فرجع فلما رآه نزل على دابته فأعرض عنه عمر ومشى حتى تعلق (4) نفسه بأرنبته فقال له عبد الرحمن يا أمير المؤمنين أجهدت الرجل فقال عمر يا معاوية أأنت صاحب الموكب آنفا مع ما يبلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك فقال معاوية نعم فرفع عمر صوته فقال ولم ويلك فقال إني في بلاد لا يمتنع فيها من جواسيس العدو ولا بد لهم مما يرهبهم من آلة السلطان فإن أمرتني أقمت عليه وإن نهيتني عنه انتهيت فقال عمر يا معاوية والله ما بلغني عنك أمر أكرهه فأعاتبك عليه إلا تركتني منه في أضيق من رواجب الضرس فإن كان ما قلت حقا إنه لرأي أديب وإن
(١١٣)