فيقول ردوه إلى ما تلتفت (1) فيقول أي رب لم يكن هذا ظني أو رجائي فيك شك إبراهيم فيقول صدقت فيؤمر به إلى الجنة أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو (2) عبد الله الحافظ أنا أحمد بن كامل القاضي نا الحسن بن سلام نا قبيصة بن عقبة قال سمعت سفيان الثوري قال قال رجل لمسلم بن يسار علمني كلمة تجمع لي موعظة نافعة قال فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال لا ترد بعلمك غير من يملك ضرك ونفعك قال زدني قال أهمل رجاءك ولا تستعمله واستشعر الخوف ولا تغفله قال زدني فقال يوم العرض على ربك لا تنسه قال ثم سقط لوجهه مكبا قال وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي نا الحسن بن سلام نا قبيصة بن عقبة قال سمعت سفيان الثوري يقول كان مسلم بن يسار قد وقع في ثنيته الدم وكانوا يرون أنه كان من كثرة سجوده ليلا ونهارا فدخل عليه بعض جيرانه فوجده قد سقطت ثنيتاه وهو (3) يدفنهما فقال له مسلم دخلت علي وأنا أدفن بعضي فقال له الجار لا أدري الذي أنت فيه (4) إلا أني أرجو الله وأخافه فقال مسلم يا أخي لا أدري ما معنى الخوف الذي لا يباعد مما (5) تخاف ولا أدري ما معنى رجاء لا يقرب بما ترجو أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (6) أنا سفيان عن رجل عن مسلم بن يسار انه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه فدخل عليه أبو إياس (7) وأخذ يعزيه ويهون عليه فذكر مسلم من تعظيم الله فقال مسلم من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا
(١٤٠)