من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفت نصيحته فلما ملك يزيد وفد إليه وفد من أهل المدينة كان ممن وفد عليه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر وكان شريفا فاضلا سيدا عابدا معه ثمانية بنين له فأعطاه مائة ألف درهم وأعطى بنيه كل واحد عشرة آلاف درهم سوى كسوتهم وحملانهم فلما قدم عبد الله بن حنظلة أتاه الناس فقالوا ما وراءك قال جئتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم قالوا قد بلغنا أنه أحذاك وأعطاك وأكرمك قال قد فعل وما قبلت منه إلا لأتقوى به عليه وحضض الناس فبايعوه فبلغ ذلك يزيد فبعث مسلم بن عقبة إليهم وقد بعث أهل المدينة إلى كل ما بينهم وبين أهل الشام فصبوا فيه زقا من قطران وعوروه فأرسل الله عليهم السماء فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة فخرج إليهم أهل المدينة بجموع كثيرة وهيئة لم ير مثلها فلما رآهم هل الشام هابوهم وكرهوا قتالهم (1) ومسرف شديد الوجع (2) فبينا الناس في قتالهم إذ سمعوا التكبير من خلفهم في جوف المدينة وأقحم عليهم بنو حارثة أهل الشام وهم على الجد فانهزم الناس فكان من أصيب من الخندق أكثر ممن قتل من الناس فدخلوا المدينة وهزم الناس وعبد الله بن حنظلة مسند إلى أحد بنيه يعظ قوما فنبهه ابنه فلما فتح عينه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فتقدم حتى قتل فدخل مسرف المدينة فدعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة قال وحدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه وغيرهم أيضا قد حدثني قالوا لما بلغ يزيد بن معاوية وثوب أهل المدينة وإخراجهم عامله وأهل بيته عنها وجه إليهم مسلم بن عقبة المري وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة كانت به النوطة (3) فوجهه في جيش
(١٠٥)