فقال الحسين اللهم إنك تعلم أني لم أرد إلا الخير فقيض (1) لهذه الجارية رضاك من بني هاشم (2) ثم خرج حتى لقي القاسم بن محمد (3) بن جعفر بن أبي طالب فأخذه بيده فأتى المسجد وقد اجتمعت بنو هاشم وبنو أمية وأشراف قريش وهيأوا من أمرهم ما يصلحهم فتكلم مروان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أن يزيد بن أمير المؤمنين يريد القرابة لطفا وألحق عظما ويريد أن يتلافى ما كان بصلاح هذين الحيين مع ما يحب من أثره عليهم ومع المعاد الذي لا غناء به عنه مع رضا أمير المؤمنين وقد كان من عبد الله بن جعفر في ابنته ما قد حسن فيه رأيه وولى أمرها الحسين بن علي وليس عند الحسين خلاف لأمير المؤمنين إن شاء الله تعالى فتكلم الحسين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الإسلام يرفع الخسيسة ويتم النقيصة ويذهب الملامة فلا لوم على امرئ مسلم إلا في أمر مأثم وإن القرابة التي أعظم الله حقها وأمر برعايتها وسأل الأجر في المودة عليها والحافظة في كتاب الله تعالى قرابتنا أهل البيت وقد بدا لي أن أزوج هذه الجارية من هو أقرب إليها نسبا وألطف سببا وهو هذا الغلام يعني القاسم بن محمد بن جعفر (4) ولم أرد صرفها عن كثرة مال نازعتها نفسها ولا أبوها إليه ولا أجعل لامرئ في أمرها متكلما وقد جعلت مهرها كذا وكذا منها في ذلك سعة إن شاء الله فغضب مروان وقال أغدرا يا بني هاشم ثم أقبل على عبد الله بن جعفر فقال ما هذه بأيادي أمير المؤمنين عندك وما غبت عما تسمع فقال عبد الله قد أخبرتك الخبر حيث أرسلت إلي وأعلمتك أني لا أقطع أمرا دونه فقال الحسين بن علي على رسلك أقبل علي فأولى الغدر منكم وفيكم انتظر رويدا حتى أقول نشدتكم الله أيها النفر ثم أنت يا مسور بن مخرمة أتعلم أن حسن بن علي خطب عائشة بنت عثمان حتى إذا كنا بمثل هذا المجلس من الإشفاء على الفراغ وقد ولوك يا مروان أمرها قلت إنه قد بدا لي أنا أزوجها عبد الله بن الزبير هل كان ذلك يا أبا عبد الرحمن يعني المسور قال اللهم نعم فقال مروان قد كان ذلك أنا أجيبك وإن كنت لم تسألني فقال الحسين وأنتم موضع الغدر
(٢٤٦)