وسير صبيحة الأحد الملك ألب رسلان ابن السلطان محمود بن محمد إلى الموصل مع جماعة من أكابر دولة أبيه وقال لهم إن وصل أخي سيف الدين غازي (1) إلى الموصل فهي له وأنتم في خدمته وإن تأخر فأنا أقرر أمور الشام وأتوجه إليكم ثم قصد حلب ودخل قلعتها المحروسة على أسعد طائر وأيمن بركة يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ورتب في القلعة والمدينة النواب وأنعم على الأمراء وخلع عليهم وكان ابن جوسلين (2) قد عمل على أخذ الرها وحصل في البلد فوجه إليه أمراء دولته حتى استنقذها منه وخرج منها هاربا ولما استتب له الأمر ظهر منه بدل الاجتهاد في القيام بأمر الجهاد والقمع لأهل الكفر والعناد والقيام بمصالح العباد وخرج غازيا في أعمال تل باشر (3) فافتتح حصونا كثيرة وافتتح قلعة أفامية (4) وقلعة عزاز (5) وتل باشر ودلوك (6) ومرعش وقلعة عينتاب (7) ونهر الجوز وغير ذلك وحصن البارة (8) وقلعة الراوندان (9) وقلعة تل خالد (10) وحصن كفر لاثا (11) وحصن بسرفوت (12) بجبل بني عليم (13) وغز حصن إنب (14) فقصده الأبرنس متملك أنطاكية وكان من أبطال العدو وشياطينهم فرحل عنها ولقيهم دونها فكسرها وقتله
(١١٩)