تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٥٦ - الصفحة ٣١٤
* بنو عامر قومي من يك قومه * كقومي (1) يكبر فيهم له منتدح * يعني غنية ومتسعا وقوله عما في أيدي المستأثرين المستأثرون الذين يستبدون بما أيديهم يقال استأثر فلان (2) بما عنده أي استبد بما في يده وتفرد به قال أعشى بني قيس بن ثعلبة * تمززتها غير مستأثر * على الشرب أو منكر ما علم (3) * ويروى * غير مستدبر * عن الشرب * ومن أمثال العرب إذا استأثر الله بشئ فاله عنه وفي الخبر أو استأثرت به في علم الغيب عندك ويقال في الذم استأثر فلان بماله أنا يخرجه في حقه وفي المدح آثر بما عنده إذا آثر غيره على نفسه وإذا آثر غيره مع حاجته كان أولى بالمدح والثناء وأبعد من الذم والهجاء قال الله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " " (4) فبين المؤثرين والمستأثرين ما بين الأجواد والباخلين والمانعين والباذلين وأهل هاتين المنزلتين في استحقاق الحمد والذم والتفريط والقصد (5) على من التفاوت بحسب ما نقرر في الدين وثبت في عرف المسلمين وقد قال الله تعالى " والذين إذا أنفقوا لم يسرقوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (6) وقال الله تعالى " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا " (7) وقال تقدمت أسماؤه " وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا " (8)

(1) في الجليس الصالح: سر عامر...... كقومي يكن له بهم منتدح.
(2) بالأصل: " فلانا " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) ديوان الأعشى ص 197.
(4) سورة الحشر، الآية: 9.
(5) بالأصل: والعصب، والمثبت عن الجليس الصالح.
(6) سورة الفرقان، الآية: 67.
(7) سورة الإسراء، الآيتان: 29 و 30.
(8) سورة الإسراء، الآيتان: 26 و 27.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست