أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بقراءتي عليه عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله الحافظ قال سألت أبا عبد الله بن الأخرم أكان أبو عبد الله المروزي يحفظ الحديث على رسم أهل (1) النقل فقال كان يحفظ قلت إن الفقهاء الحافظ منهم يحفظ ما يحتاج إليه من زيادة لفظ أو حديث (2) يحتج به في مسألة وإنما أعني التراجم والشيوخ (3) فقال كان محمد بن نصر يعطي كل نوع من العلم حظه أخبرنا أبو سعد الكرماني وأبو الحسين مكي بن أبي طالب قالا ثنا أحمد بن علي ابن عبد الله نا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت (4) أبا محمد الثقفي وهو عبد الله بن محمد يقول سمعت جدي يقول جالست أبا عبد الله المروزي أربع سنين فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم إلا أني حضرته يوما وقبل له عن ابنه إسماعيل وما كان يتعاطاه لو وعظته أو زبرته (5) فرفع رأسه ثم قال أنا لا أفسد مروءتي بصلاحه أخبرنا أبو القاسم الحسيني وأبو الحسن المالكي قالا نا وأبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب (6) أخبرني محمد بن علي بن يعقوب المعدل أنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله النيسابوري قال سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول أدركت إمامين من أئمة المسلمين لم أرزق السماع منهما أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وأبو عبد الله محمد بن نصر المروزي فأما أبو عبد الله فما رأيت أحسن صلاة منه ولقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا عبد الله بن يعقوب يقول ما رأيت أحسن صلاة من أبي عبد الله محمد بن نصر كان الذباب يقع على أذنه فيسيل الدم فلا يذبه عن نفسه ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيبته للصلاة كان
(١١٣)