ابن علي فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي قال وأنبأنا ابن سعد (1) أنبأنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن صالح ابن كيسان عن الحسن بن محمد بن علي قال لم يبايع أبي الحجاج لما قتل ابن الزبير بعث الحجاج إليه فجاء فقال قد قتل الله عدو الله فقال ابن الحنفية إذا بايع الناس بايعت قال والله لأقتلنك قال أولا تدري قال والله لأقتلنك قال أولا تدري (2) إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة في كل لحظة ثلاثمائة وستون قضية فلعله أن يكفيناك في قضية من قضاياه قال فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك فأتاه كتابه فأعجبه وكتب به إلى صاحب الروم وذلك أن صاحب الروم كتب إليه يتهدده أنه قد جمع إليه جموعا كثيرة فكتب عبد الملك بذلك الكلام إلى صاحب الروم وكتب قد عرفنا أن محمدا ليس عنده خلاف وهو يأتيك ويبايعك فارفق به فلما اجتمع الناس على عبد الملك وبايع ابن عمر قال ابن عمر لابن الحنفية ما بقي شئ فبايع فكتب ابن الحنفية إلى عبد الملك بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الملك أمير المؤمنين من محمد بن علي أما بعد فإني لما رأيت الأمة قد اختلفت اعتزلتهم فلما أفضى هذا الأمر إليك وبايعك الناس كنت كرجل منهم أدخل في صالح ما دخلوا فيه فقد بايعناك وبايعت الحجاج لك وبعثت إليك ببيعتي ورأيت الناس قد اجتمعوا عليك ونحن نحب أن تؤمننا وتعطينا ميثاقنا على الوفاء فإن الغدر لا خير فيه فإن أبيت فأرض الله واسعة فلما قرأ عبد الملك الكتاب قال قبيصة بن ذؤيب وروح (3) بن زنباع ما لك عليه سبيل ولو أراد فتقا لقدر عليه ولقد سلم وبايع فنرى أن نكتب إليه بالعهد والميثاق بالأمان له ولأصحابه ففعل فكتب إليه عبد الملك إنك عندنا محمود أنت أحب إلينا وأقرب بنا رحما من ابن الزبير فلك العهد والميثاق وذمة الله وذمة رسوله أن لا تهاج ولا أحد من أصحابك بشئ تكرهه ارجع إلى بلدك واذهب حيث شئت ولست أدع صلتك (4) وعونك ما حييت وكتب إلى الحجاج يأمره بحسن جواره وإكرامه فرجع ابن الحنفية إلى المدينة
(٣٥١)