ابن الحنفية والله لو أطعتنا لضرب عنقه فقال ابن الحنفية (1) وعلى ما أضرب عنقه جاءنا برسالة من أخيه وجاورنا فجرى بيننا وبينه كلام فرددناه إلى أخيه والذي قلتم غدر وليس في الغدر خير لو فعلت الذي تقولون لكان القتال بمكة وأنتم تعلمون أن رأيي لو اجتمع الناس علي كلهم إلا إنسان واحد لما قاتلته فانصرف عروة فأخبر ابن الزبير بكل ما قال له محمد بن الحنفية وقال والله ما أرى أن تعرض له دعه فليخرج عنك ويغيب وجهه عبد الملك أمامه ولا يتركه يحل بالشام حتى يبايعه وابن الحنفية لا يبايعه أبدا حتى يجتمع الناس عليه فإن صار كفاكه إما حبسه وإما قتله فتكون أنت قد برئت من ذلك فأفثأ ابن الزبير عنه قال وأنبأنا محمد بن سعد (2) أنبأنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي جمرة (3) قال كنت مع محمد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت ابن عباس بزيادة على أربعين ليلة قال وكان عبد الملك قد كتب لمحمد عهدا على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يصطلح الناس على رجل فإذا اصطلحوا على رجل بعهد من الله وميثاق كتبه عبد الملك فلما قدم محمد الشام بعث إليه عبد الملك إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي ونحن يومئذ معه سبعة آلاف فبعث إليه محمد بن علي على أن تؤمن أصحابي ففعل فقام محمد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله ولى الأمور كلها وحاكمها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كل ما هو آت قريب عجلتم بالأمر قبل نزوله والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد وأمر آل محمد مستأخر والذي نفس محمد بيده ليعودن فيكم (4) كما بدأ الحمد لله الذي حقن دماءكم وأحرز دينكم من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل فبقي معه تسع مائة رجل فأحرم بعمرة وقلد هديا فعمدنا إلى البيت فلما أردنا أن ندخل الحرم تلقتنا خيل ابن الزبير فمنعتنا أن ندخل فأرسل إليه محمد لقد خرجت وما أريد أن أقاتلك ورجعت ما أريد أن أقاتلك دعنا فلندخل فلنقض نسكنا ثم لنخرج عنك فأبى ومعنا البدن وقد قلدناها فرجعنا إلى المدينة فكنا بها حتى قدم الحجاج فقتل ابن الزبير ثم صار إلى البصرة والكوفة فلما سار مضينا فقضينا نسكنا وقد رأيت القمل يتناثر من محمد
(٣٥٠)