كان عبد الله بن الزبير قد باع ماله بالغابة (1) التي تعرف بالسقاية من معاوية بمائة ألف درهم وقسمها في بني أسد وتميم فاشترى مجاح (2) لعروة من ثمنه بألوف دنانير أربعة آلاف أو ثلاثة الشك من مصعب وأعطاه عروة وفي مجاح يقول محمد بن (3) عروة بن الزبير (4) * لعن الله بطن لقف (5) مسيلا * ومجاحا فلا أحب مجاحا لقيت ناقتي به وبلقف * بلدا مجدبا وأرضا شحاحا * قال الزبير أنشدنيها له مصعب بن عثمان أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسن بن المتوكل أنبأنا أبو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب قال قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة فدخل محمد بن عروة دار الدواب فضربته دابة فخر فحمل ميتا ودفعت في رجل عروة الأكلة ولم يدع تلك الليلة ورده فقال له الوليد اقطعها قال لا فترقت إلى ساقه فقال له الوليد اقطعها وإلا فسدت عليك جسدك فقطعت بالمنشار وهو شيخ كبير فلم يمسكه أحد وقال " لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " (6) أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر الذهبي أنبأنا أبو عبد الله الطوسي ثنا الزبير بن بكار قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري أن عروة بن الزبير تخلف يوما عن الدخول على الوليد بن عبد الملك فأمر ابنه محمدا بالدخول عليه وكان حسن الوجه فدخل عليه وعليه غديرتان في ثياب (7) وشي وهو يتبختر ويضرب بيده (8) فقال وليد هذا والله التغطرف هكذا يكون فتيان قريش فعانه فقام من النوم متوسنا فوقع في اصطبل الدواب فلم تزل تطأه حتى مات أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنبأنا أبو جعفر أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو عبد الله ثنا الزبير حدثني مصعب بن عثمان عن عامر بن صالح عن
(٢١٢)