ابن هراسة العامري فقال الحجاج مرحبا يا بن هراسة أهل الشرف والرياسة من بهاليل سادة كرام قادة حماة ذادة كيف أنت وهنتك (1) وجميع قومك فقال أصلح الله الأمير (2) إنه قد كانت بيني وبينه أشياء ضقت بها ذرعا وامتلأت منها رعبا وأنت صحيح الأديم في الحسب الصميم لا يشتكي منك الضعيف ولا يخاف منك العنف فإن ترض (3) عني اغتبط وإن تتركني انهبط فقال له الحجاج ما احتجنا إلى ثنائك (4) ولا رغبنا في هوائك ثم ألحقه بأفضلهم رجلا قال فرجع الوفد حتى قدموا على عبد الملك فنظر إلى ابن هراسة فقال ما لي أراك حديد النظر إذ أهلا أم عائبا أم راضيا أم ساخطا كيف رأيت رأي من رأيك (5) أوجدت الحجاج جريا (6) ذاهيا لا يأخذ أمره بالعجلة حتى يصيب من عدوه غفلة قال أصلح الله أمير المؤمنين أنت كنت أحسن من نظر وأصدق قولا وأبعد غورا قاتله الله ما أدق لحظه وأحسن لفظه وأسكن فوره وأبعد غوره لا يشتكي منه العجلة ولا يؤمن منه الغفلة والله يا أمير المؤمنين لو سهل له من أمره ما توعر وتقدم له ما تأخر لطحنني طحن المرداة الململمة حب الفلفل ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي أنبأنا أحمد بن زهير حدثنا علي بن نصر عن محمد بن حرب الهلالي قال قال كثير بن هراسة لابنه (7) أي (8) بني إن من الناس ناسا ينقصونك إن زدتهم وتهون عليهم إذا خاصمتهم (9) وليس لرضاهم موضع تعرف ولا لسخطهم موضع تنكره (10) فإذا رأيت أولئك بأعيانهم فابذل لهم وجه المودة وامنعهم موضع الخلصة (11) يكن ما بذلت لهم من المودة دافعا لشرهم وما منعتهم من موضع الخلصة (11) قاطعا لحرمتهم
(٦٤)