بابنك لن تري بأسا إن شاء الله) [* * * *] قال ثم مضينا فنزلنا منزلنا فجاء رجل فقال يا نبي الله إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما (1) ومنعا لي أنفسهما وحائطي وما فيه ولا يقدر أحد على الدنو منهما قال فنهض النبي (صلى الله عليه وسلم) بأصحابه حتى أتى الحائط فقال لصاحبه افتح [* * * *] فقال يا نبي الله أمرهما أعظم من ذاك قال فافتح [* * * *] فلما حرك الباب بالمفتاح أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح فلما أفرج الباب فنظرا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بركا ثم سجدا فأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) رؤسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال (استعملهما وأحسن علفهما) [* * * *] فقال القوم يا نبي الله تسجد لك البهائم فما لله عندنا بك أحسن من هذا أجرتنا من الضلالة واستنقذتنا من الهلكة أفلا تأذن لنا بالسجود لك قال (كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات أتسجدون لقبره) [* * * *] قالوا يا نبي الله نتبع أمرك فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) (إن السجود ليس إلا للحي الذي لا يموت لو كنت آمرا أحدا بالسجود من هذه الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها) [* * * *] قال ثم رجعنا فجاءت المرأة أم الغلام فقالت يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما زال منغلمان الحي وجاءت بسمن ولبن وجزر فرد عليها السمن والجزر وأمرهم بشرب اللبن ذكر عوانة بن الحكم فيما حكاه أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي عنه وقرأت بخط أبو محمد القطربلي قال قال الوليد (2) يعني حين مات أبوه انهضوا على اسم الله فبايعوا فبايع له أعلام الناس ثم جهز أباه فبينما هو في دفنه إذ أقبل غيلان بن سلمة الثقفي والناس لا يدورن يعزونه قبل أو يهنؤنه فقال أصبحت يا أمير المؤمنين رزئت خير الآباء وسميت خير الأسماء وأعطيت أفضل الأشياء فعزم الله لك في الرزية على الصبر وأصابك في ذلك نوافل الأجر وأعانك في حسن ثوابه إياك على الشكر وقضى لعبد الملك خير القضية وأنزله المنزلة الرضية وأعانك على أمر الرعية فقال له الوليد من أنت قال من ثقيف قال في كم أنت قال في مائة دينار فأمر به أن يلحق بالشرف فكان أول من قضى له الوليد حاجة حين استخلف كذا قال وغيلان بن سلمة له صحبة ولا أراه بقي إلى أيام الوليد بن عبد الملك فإنه مات (3) في خلافة عمر بن الخطاب ولعله ابن غيلان بن سلمة والله أعلم وغيلان هو
(١٣٥)