تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٨١
يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ويرجو لنفسه بأيسر من عمله يبصر العورة من غيره ويغفلها من نفسه يلين ليحسب عنده أمانة فهو يرصدها الخيانة يستعجل بالسيئة وهو في الحسنة بطئ خفف عليه الشعر وثقل عليه الذكر فاللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء تعجل النوم ويؤخر الصوم فلا يبيت قائما ولا يصبح صائما يصبح وهمه التصبح من النوم ولم يسهر ويمشي وهمه العشاء وهو مفطر إن صلى اعترض وإن ركع ربض وإن سجد نقر وإن جلس شغر وإن سأل ألحف وإن سئل سوف وإن حدث حلف وإن حلف حنث وإن وعظ كلح وإن مدح فرح طلبه شر وتركه وزر ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل وليس لها في الإحسان فضل يميل لها ويحب لها منهم العدل يرى له في العدل سعة ويرى عليه فيه منغصة أهل الخيانة له بطانة وأهل الأمانة له عداوة ثم يعجب من أن يفشو سره ولا يشعر من أين حاضرة إن سلم لم يسمع وإن أسمع لم يرجع ينظر نظر الحسود ويعرض إعراض الحقود يسخر بالمقتر ويأكل المدبر ويرضى الشاهد ويسخط الغائب بما لا يعلم فيه من اشتهى زكي ومن كره جرئ على الخيانة وبرئ من الأمانة من أحب كذب ومن أبغض خلب يضحك من غير عجب ويمشي إلى غير أرب لا يرجو منه من جانب ولا يسلم منه من صاحب إن حدثته ملك وإن حدثته غمك وإن سؤته سرك وإن سررته ضرك وإن فارقك أكلك وإن باطنته فجعك وإن باعدته بهتك وإن وافقته حسدك وإن خالفته مقتك يحسد أن يفضل ويزهد أن يفضل يحسد من فضله ويزهد أن يعمل عمله ويعجز عن مكافأة من يحسن إليه ويفرط فيمن بغى عليه له الفضل في السر وعليه الفضل في الأجر فيصبح صاحبه في أجر ويصبح منه في وزر إن فيض في الخير كرم يعني سكت وضعف واستسلم وقال الصمت حكم وهذا ما ليس له به علم وإن أفيض في الشر قال يحسب بك غي فتكلم يجمع بين الأروى والنعام وبين الخال والعم والأم مالا يتلاءم له لا ينصت فيسلم ولا يتكلم بما يعلم يخاف زعم أن يتهم وبهته إن أتكلم يغلب لسانه قلبه ولا بضبط قلبه قوله يتعلم للمراء ويتفقه الرياء ويكن الكبرياء فيظهر منه ما اخفى ولا يخفى

1 - زيادة عن حلية الأولياء.
2 - كلمة غير واضحة بالأصل وم.
3 - الأصل وم: كرب والمثبت عن حلية الأولياء.
4 - كذا بالأصل وم وفي الحلية ينجو.
5 - الأصل وم: شربه والمثبت عن الحلية.
6 - في الحلية: بابعته.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»