تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٨٦
مثل خطيئتي وجمع الشمس والقمر وليس عليهما مثل حسابي وانكدرت النجوم وليست تطلب بما عندي وحشرت الوحوش ولم تعمل بمثل عملي وشاب الوليد وهو أقل ذنبا مني ويحي ما أشد حالي وأعظم خطري فاغفر لي واجعل طاعتك همتي وقو عليها جسدي وشح نفسي عن الدنيا وأشغلني في ما ينفعني وبارك لي في قواها حتى تنقضي مني حالي وامنن علي وارحمني حين تعيد بعد الفناء خلقي ومن سوء الحساب فعافني يوم تبعثني فتحاسبني ولا تعرض عني يوم تعرضني بما أسلف من ظلمي وجرمي وآمني يوم الفزع الأكبر يوم لا تهمني إلا نفسي رب وارزقني نفع عملي يوم لا ينفعني عمل غيري إلهي أنت الذي خلقتني وفي الرحم صورتني ومن أصلاب المشركين نقلتني قرنا فقرنا حتى أخرجتني في الأمة المرحومة إلهي فارحمني إلهي فكما مننت علي بالإسلام فامنن علي بطاعتك وبترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ولا تفضحني بسرائري ولا تخذلني بكثرة فضائحي سبحانك خالقي أنا الذي لم أزل عاصيا فمن اجل خطيئتي لا تقر عيني وهلكت إن لم تعف عني سبحانك خالقي بأي وجه ألقاك وبأي قدم أقف بين يديك وبأي لسان أناطقك وبأي عين أنظر إليك وأنت قد علمت سرائري أم كيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني ونطقت جوارحي بكل الذي قد كان مني سبحانك خالقي وأنا تائب إليك متبصبص فاقبل توبتي واستجب دعائي وارحم شبابي وأقلني عثرتي وارحم طول عبرتي ولا تفضحني بالذي قد كان مني سبحانك خالقي أنت غياث المستغيثين وقرة أعين العابدين وحبيب قلوب الزاهدين فإليك مستغاثي ومنقطعي فارحم شبابي واقبل توبتي واستجب دعائي ولا تخذلني بالمعاصي التي كانت مني إليك علمتني كتابك الذي أنزلته على محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم وقعت على معاصيك وأنت تراني فمن أشقى مني إذ عصيتك وأنت تراني وفي كتابك

1 - الأصل وم: النجوم والمثبت عن حلية الأولياء.
2 - في حلية الأولياء: بعد اللقاء خلقي.
3 - بالأصل: ولا لحمني تغمص عني والتصويب عن م والحلية.
4 - كذا بالأصل وم وفي الحلية: سرائر أمري.
5 - الأصل: سيأتي وبدون إعجام في م والمثبت عن الحلية.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»