تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٤٤٧
قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين إن ابن آدم خلق في الدنيا في أربع منازل هو في ثلاث منهم بالله واثر حسن ظنه فيهن وهو في الرابع سيئ ظنه بربه يخاف خذلان الله إياه أما المنزلة الأولى فإنه خلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ينزل الله عليه رزقه في جوف ظلمة البطن فإذا خرج من البطن وقع في اللبن لا يخطو إليه بقدم ولا يتناوله بيد ولا ينهض إليه بقوة ولا يأخذ بحرفة يكره عليه إكراها ويؤجر إيجارا حتى ينبت عليه عظمه ولحمه ودمه فإذا ارتفع عن اللبن وقع في المنزلة الثالثة في الطعام من أبويه يكسبان عليه من حلال أو حرام فإن مات أبواه من غير شئ تركاه عطف الناس عليه هذا يطعمه وهذا يسقيه وهذا يؤويه فإذا وقع في المنزلة الرابعة فاشتد واستوى واجتمع وكان رجلا خشي أن لا يرزقه الله فوثب على الناس يخون أماناتهم ويسرق أمتعاتهم ويذبحهم على أموالهم مخافة خذلان الله إياه أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد أنبأنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني أنبأنا أبو عمر عبد الله بن محمد السلمي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري حدثنا عمي عبد الرحمن بن عمر حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة العائذي قال قال الحواريون لعيسى بن مريم عليه السلام ما المخلص قال الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده الناس عليه أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن محمد الحربي أنبأنا أبو عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا أبو بكر بن أبي معشر أنبأنا وكيع

1 - كذا بالأصل والمختصر.
2 - كتب فوقها في الأصل: ملحق.
3 - كتب بعدها بالأصل: إلى.
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»