تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٤٠٤
يومه ويحصد من يومه ويطعم الناس من يومه فغضب الحواريون وغيروا عليهم وسكت المداهنون فانطلق الحواريون إلى عيسى فأخبروه بذلك فأوحى الله إلى عيسى اني آخذهم بشرطي قال فاعتزل عيسى والحواريون عن عسكرهم فلما كان عند وجه الصبح بعث الله جبريل فصاح عليهم صيحة فزعوا منها فحولوا عن صورهم خنازير فلما أصبحوا نادى منادى عيسى بالرحيل وكان يرتحل بغلس فلم يخرج من عسكر القوم فأقام عيسى حتى أسفر فنظر الناس إليهم فقالوا يا عجبا خنازير لها أذناب يسمع لها وحاوح فلما رأى ذلك عيسى بكى بكاء شديدا قال فجعلوا يومون برؤوسهم إلى عيسى ان ادع ربك وعيسى يدعوهم بأسمائهم ويقول ألم أنهكم فيومون برؤوسهم ان نعم فمضى عيسى فأوحى الله إليه ان يقيم بمكانه ثلاثة أيام فأقام عيسى فاجتمع الناس ينظرون إليهم ثم ارتحل عنهم فأخذت الخنازير على اثر عيسى فأوحى الله إلى الأرض ان خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم على المحجة أربعة أيام ينظر الناس إليهم ثم أماتهم بعد سبعة أيام ثم أوحى الله إلى الأرض ان اخسفي بهم فخسفت بهم فطهر الله الأرض من جيفتهم فانكسرت اليهود أعداء الله فقطعت ألسنتهم عن عيسى بن مريم فذلك الله " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم " فأما الخنازير فعلى لسان عيسى واما القردة فهم أهل أيلة الذين اعتدوا في السبت وهم على لسان داود أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا بحر بن نصر حدثنا عافية بن أيوب عن سعيد بن عبد العزيز عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي انه حدث قال لما سأل الحواريون عيسى ان ينزل الله لهم المائدة قال قام عيسى فالقى الصوف عنه ولبس الشعر والتحفة ووضع يمينه على شماله ووضعها على صدره وصف بين يديه والزق الكعب بالكعب والابهام بالابهام وخفض برأسه خاشعا ثم ارسل عينيه بالبكاء حتى

1 - زيادة عن المختصر.
2 - كذا رسمها بالأصل وفي المختصر: خسيفتم.
3 - سورة المائدة الآية: 78.
4 - الخبر رواه بطوله ابن كثير في تفسير سورة المائدة تفسير الآية 112 / 2 / 682 وما بعدها إلى مسخهم خنازير راحوا يتبعون القاذورات والعذر في الكناسات. وقال ابن كثير: هذا اثر غريب جدا.
5 - كذا رسمها بالأصل ولعل الصواب: والجبة كما في الرواية السابقة.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»