يسأل فقال أبشر يا عمر بالنار قال ولم ذاك قال تستعمل العمال وتعهد إليهم عهدك ثم ترى أن ذلك قد أجزاك كلا والله إنك لمأخوذ إذ لم تعاهدهم قال وما ذاك قال عياض بن غنم يلبس اللين ويفعل ويفعل فقال لساعي قال بل يؤدي الذي عليه فبعث إلى محمد بن مسلمة أن الحق بعياض بن غنم فأتني به كما تجده فانتهى إلى بابه وإذا عليه بواب فقال له قل لعياض على الباب رجل يريد أن يلقاك قال ما تقول قال قل له ما أقول فذهب كالمتعجب فأخبره فعرف عياض أنه أمر حدث فخرج فإذا محمد فرحب به وقال له ادخل وإذا عليه قميص رقيق لين فقال إن أمير المؤمنين أمرني أن لا يفارق سوادي سوادك حتى أذهب بك كما أجدك ونظر في أمره فوجد الأمر كما حدثه السائل فلما قدم به به على عمر وأخبره دعا بدراعة وكيسا وحذاء وعصا وقال أخرجوه من ثيابه فأخرج منها وألبسه ذلك ثم قال انطلق بهذه الغنم فأحسن رعيتها وسقيها والقيام عليها فلما مضى رده قال أفهمت قال نعم والموت أهون من هذا قال ولم كذبت ولكن ترك الفخر أهون من هذا ثم قال له أهل تدري لم سمي أبوك غنما إنه كان راعي غنم وأنت خير من أبيك ففعل به ذلك مرتين ثم قال أفرأيت إن أرددتك أتراه يكون فيك خير قال نعم والله يا أمير المؤمنين فلا يبلغك عني شئ بعد هذا فرده فلم يبلغه عنه شئ إلا ما أحب حتى مات وقال عمر ما استخلفه أبو عبيدة إلا وهو صالح قال ونا سيف عن سعد عن عكرمة بمثله والله أعلم عن عبد الملك عن عاصم بمثله إلا أنه قال يشترط أربع خصال فقالوا أو ليس فيه عاصم وذلك أنه لما حضر أبو عبيدة استخلفه على عمله وهو خاله وابن
(٢٨٣)