فانبذ إليهم ثم أجلهم سنة فقال يا أمير المؤمنين اكتب لي عهدك بذلك فكتب له عهده فأرسل إليهم فعرض عليهم ما أمره به أمير المؤمنين فأبوا فأجلهم سنة ثم نابذهم فقيل لعمر إن عمير قد خرب غرب السوس وفعل وفعل فتغيظ عليه عمر ثم إنه قدم بعد ذلك وافدا ومعه رهط من أصحابه فلما قدم عليه علاه بالدرة خربت غرب السوس وهو ساكت لا يقول له شيئا ثم قال لأصحابه مبرنسين مبرنسين ضعوا برانسكم فقال عمر ضعوا برانسكم ثكلتكم أمهاتكم إنكم والله ما أنتم بهم فوضعوا برانسهم فقال عمير معممين معممين ضعوا عمائمكم فقال عمير ضعوا عمائمكم فإنا والله ما نحن بهم فقال مكممين مكممين ضعوا أكمامكم فقال عمير ضعوا أكمامكم ثكلتكم أمهاتكم فإنا والله ما نحن بهم قال فوضعوا أكمامهم فإذا عليهم حمام فقال عمر أما والله الذي لا إله إلا هو لو وجدتكم محلقين لرفعت بكم الحشب ثم إن عمر دخل على أهله فاستأذن عليه عمير فدخل فقال يا أمير المؤمنين أقرأ إلي عهدك في غرب السوس فقال عمر رحمك الله فهلا قلت لي وأنا أضربك فقال كرهت أن أوبخك يا أمير المؤمنين فقال عمر غفر الله لك ولكن غيرك لو كان قال الوليد ورأيت خلف درب الحرب مدينة حين أشرفنا على قباقب (1) ناحية فسألت عنها مشيخة من أهل قنسرين فقالوا هذا غرب السوس مدينة أنسطاس التي غدرت فأتاهم عمير بن سعد فقاتلهم ففتحها وخربها فهي خراب إلى اليوم أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد (2) نا محمد بن المرزبان (3) الآدمي نا محمد بن حكيم الرازي (4) نا عبد الملك بن هارون بن عتيرة (5) حدثني أبي عن جدي عن عمير بن سعد الأنصاري قال بعثه عمر بن الخطاب عاملا على حمص فمكث حولا لا يأتيه خبره فقال عمر لكاتبه اكتب إلى عمير فوالله ما أراه إلا قد خاننا إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جبيت (6) من فئ المسلمين حين تنظر في كتابي هذا
(٤٨٩)