فنكون معه فإن ظهر (1) محمد (صلى الله عليه وسلم) على قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فإنا نحن من قد عرفوا فلم يأتنا منهم إلا خيرا قالوا هذا الرأي قلت فاجمعوا له ما يهدى له وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم (2) فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه إليه (3) في شأن جعفر وأصحابه قال فدخل عليه ثم خرج من عنده قال فقلت لأصحابي هذا عمرو بن أمية ولو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت به ذلك رأت قريش أن قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبا بصديقي أهديت لي من بلادك شيئا قلت نعم قد أهديت لك أدما كثيرا ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له أيها الملك قد رأينا رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا (4) قال فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره قال لو انشقت الأرض لدخلت فيها فرقا منه ثم قلت له أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه فقال أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر (5) الذي كان يأتي موسى قال قلت أيها الملك أكذلك هو قال ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله على الحق وليظهرن على ما خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال قلت أتبايعني له على الإسلام قال نعم فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه فكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في إسلامي فلقيت خالدا بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت أين يا أبا سليمان قال والله لقد استقام المنسم (6) وإن الرجل لنبي
(١٢٢)