قال عمرو فلم يكن أحد أحب إلي أن أكون قد لقيته خاليا من جعفر فاستقبلني في طريق مرة ولم أر أحدا فنظرت خلفي فلم أر أحدا قال فدنوت منه فأخذت بيده فقلت تعلم (1) إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال قال هداك الله فأثبت وتركني وذهب قال فأتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي فأخذوني فألقوا علي قطيفة أو شيئا قال وجعلوا يغموني (2) وجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه مرة حتى أفلت وما علي قشرة فلقيت حبشية فأخذت قناعها (3) فجعلته على عورتي فقالت كذا وكذا فقلت كذا وكذا قال فأتيت جعفرا حتى أدخل عليه فقال ما لك فقلت ذهب بكل شئ لي حتى ما بقي علي قشرة فما الذي ترى علي إلا قناع حبشية قال فانطلق وانطلقت معه حتى انتهى إلى باب الملك فقال آذنه إنه مع أهله قال فقال استأذن لي عليه فاستأذن له فأذن له فقال إن عمرا قد بايعني على ديني قال كلا بلى فقال لا فقال بلى قال لإنسان اذهب فإن كان فعل فلا يقولن لك شيئا إلا كتبته قال فجاء فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركنا (4) شيئا حتى القدح ولو شئت أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت (5) أخبرنا (6) أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو الضبي نا أبو راشد المثنى بن زرعة عن محمد بن إسحاق (7) حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي عن حبيب بن أوس حدثني عمرو بن العاص من فيه قال لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش فأتوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا وإني (8) قد رأيت رأيا فما ترون فيه قالوا ما ذاك الذي رأيت قال قلت رأيت أن نلحق بالنجاشي
(١٢١)