فلما نهضت تبعني رجل من بني مروان حضر ذلك فقال يا أخا تميم وريت بك زنادي قد شهدت مقالتك واعلم أن أمير المؤمنين موليه العراق وإنها ليست لك بدار فلما ولي خالد استعمل على أحداث البصرة مالك بن المنذر فكان لعمر مكرما ولحوائجه قضاء إلى أن وجد عليه وكان عمر لا يملك لسانه فخرج من عنده وقد سأله حاجة فقضاها فقال كيف رأيت الفساء سخرنا به منذ اليوم وقال قائلون إن مخلدا كتب إليه فيه فأخلاه وشهد عليه ناس من بني تميم وغيرهم فضربه مالك حتى قتله تحت السياط وكان عمرو بن مسلم الباهلي أعان عليه وكانت حميدة بنت مسلم عند مالك بن المنذر وأعان عليه بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة وكان يخاصم هلال بن أحوز (1) في المرغاب (2) خصومة طويلة وكان عمر يعين على بشير فقال الفرزدق (3) * لحا الله قوما شاركوا في دمائنا * وكنا لهم عونا على العثرات فجاهرنا ذو الغش عمرو (4) بن مسلم * وأوقد نارا صاحب البكرات (5) * يعني بشيرا وكانت عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكاوي وأمها الملاءة بنت أوفى الحرشي أخت زرارة عند عمر بن يزيد فخرجت إلى هشام فأعانتها القيسية على ذلك فحمل مالك له قرأت في كتاب منتخب من كتب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (6) أخبرني أبو دلف الخزاعي نا دماذ (7) عن أبي عبيدة قال كان عمر بن يزيد الأسيدي صديقا للشمردل بن شريك ومحسنا إليه كثير البر به والرفق (8) له فأتاه نعيه وهو بخراسان فقال يرثيه
(٣٩٠)