قال فخرج إليهم رجاء فجمعهم وقال إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب من بعده قالوا ومن فيه قال مختوم لا تخبرون بمن فيه حتى يموت قالوا لا نبايع حتى نعلم من فيه قال فرجع رجاء إلى سليمان قال انطلق (1) إلى أصحاب الشرط والحرس وناد (2) الصلاة جامعة ومر الناس فليجتمعوا ومرهم بالبيعة على ما في هذا الكتاب فمن أبى أن يبايع منهم فاضرب عنقه قال ففعل فبايعوا على ما فيه قال رجاء فلما خرجوا خرجت إلى منزلي فقال بينا (3) أنا أسير في الطريق إذ سمعت جلبة موكب فالتفت فإذا هشام فقال لي يا رجاء قد علمت موقعك منا وإن أمير المؤمنين قد صنع شيئا إ لا أدري ما هو وأنا أتخوف أن يكون قد أزالها عني فإن يكن عدلها عني فأعلمني ما دام في الأمر نفس حتى أنظر في هذا الأمر قبل أن يموت قال قلت سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه لا يكون ذاك أبدا فأدارني وألاصني فأبيت عليه قال فانصرف فبينا أنا أسير إذ سمعت جلبة خلفي فإذا عمر بن عبد العزيز فقال لي يا رجاء إنه قد وقع في نفسي أمر كثير من هذا الرجل أتخوف أن يكون قد جعلها إلي ولست أقوم بهذا الشأن فأعلمني ما دام في الأمر نفس لعلي أتخلص منه ما دام حيا قلت سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه فأدارني وألاصني فأبيت عليه قال رجاء وثقل سليمان وحجب الناس عنه حتى مات فلما مات أجلسته وأسندته وهيأته وخرجت إلى الناس فقالوا كيف أصبح أمير المؤمنين فقلت إن أمير المؤمنين أصبح ساكنا وقد أحب أن تسلموا عليه وتبايعوا على ما في هذا الكتاب والكتاب بين يديه قال فأذنت للناس فدخلوا وأنا قائم عنده فلما دنوا قلت إن أميركم يأمركم بالوقوف ثم أخذت الكتاب من عنده ثم تقدم إليهم فقلت إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب قال فبايعوا وبسطوا أيديهم فلما بايعتهم على ما فيه (4) أجمعين وفرغت من بيعتهم قلت لهم آجركم الله في أمير المؤمنين قالوا فمن فافتح الكتاب فإذا فيه العهد لعمر بن عبد العزيز فلما نظرت بنو عبد الملك تغيرت وجوههم فلما قرأوا من بعده
(١٦٠)