تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٧٤
دموعه أثرا ثم قال إن عمر كان أعلمنا بالله وأفقهنا في دين الله وأقرأنا لكتاب الله فاقرأها كما أقرأكها عمر فوالله لهي أبين من طريق السيلحين (1) وبالله ما من أهل بيت لم يدخل حزن عمر يوم أصيب إلا أهل بيت سوء إن عمر كان حصنا حصينا يدخل الإسلام فيه ولا يخرج منه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان نا أبو بكر الشافعي إملاء نا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي نا معاوية بن عمرو نا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن وهب قال تنازع رجلان في آية فبينما نحن كذلك إذ أقبل عبد الله من قبل الجبانة فقاما إليه وقمت إليه معهما فقالا إنا تنازعنا في آية فقال عبد الله لأحدهما اقره فقرأه فقال من أقرأكها قال أبو عمر معقل بن مقرن ثم قال للآخر اقره فقرأ (2) فقال من أقرأكها فقال عمر فجاءتا (3) عيناه بأربعة فبكى حتى رأيته أخذ دموعه بكفه فقال به هكذا فرأيت أثرها في الحصى من دموع عبد الله ثم قال عبد الله ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب إلا أهل بيت سوء إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله أقرأكما عمر فوالله لهي أبين من طريق السيلحين ورواها سليمان بن مهران الأعمش عن زيد بن وهب أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر المزكي أنا أبو زكريا الحربي أنا عبد الله بن الشرق نا عبد الله بن هاشم نا وكيع نا الأعمش عن زيد بن وهب أبي سليمان الجهني قال جاء رجلان إلى عبد الله قد اختلفا في آية فقال لأحدهما اقرأ فقرأ فقال من أقرأك قال أبو حكيم المزني وقال للآخر اقرأ فقرأ فقال من أقرأك قال عمر بن الخطاب قال فبكى عبد الله حتى رأيت دموعه في الحصى ثم قال اقرأكما أقرأك عمر

(1) كذا وردت هنا، وهو الصواب فيها، راجع ما ورد في معجم البلدان بشأنها 3 298.
وفي " ز ": " السالحين " وفي م: " السلحين " تصحيف فيهما جميعا.
(2) الزيادة عن م و " ز "، ومن قوله: أبو عمرة... إلى هنا، سقط من م.
(3) كذا بالأصل وم و " ز ": جاءتا عيناه.
(4) كتبت " بها " فوق الكلام في " ز "، واستدركت على هامش م.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»