تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٥٤
أبغني شيئا فأتته بصحفة فأفرغها فيها ثم جعل يقول لها أطعميهم وأنا أسطح لهم فلم يزل حتى شبعوا وترك عندها فضل ذلك وقام وقمت معه فجعلت تقول جزاك الله خيرا كنت أولى بهذا الأمر من أمير المؤمنين فيقول قولي خيرا إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله ثم تنحى عنها ناحية ثم استقبلها فربض مربضا فقلت إن (1) لك شأنا غير هذا فلا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدءوا فقال يا أسلم إن الجوع أسهرهم وأبكاهم فأحببت أن لا أنصرف حتى أرى ما رأيت أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر أنا أبو الحسن أنا أبو علي نا محمد بن سعد (2) أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن عمر العمري عن جهم بن أبي جهم قال قدم خالد بن عرفطة العذري على عمر فسأله عما وراءه فقال يا أمير المؤمنين تركت من ورائي يسألون الله أن يزيد في عمرك من أعمارهم ما وطئ أحد القادسية إلا عطاؤه ألفان أو خمس عشرة مائة وما من مولود يولد إلا ألحق على مائة وجريبين كل شهر ذكرا كان أو أنثى وما يبلغ له (3) ذكر إلا ألحق على خمسمائة أو ستمائة فإذا خرج هذا لأهل بيت منهم من يأكل الطعام ومنهم من لا يأكل الطعام فما ظنك به فإنه لينفعه فيما ينبغي وما لا ينبغي قال عمر فالله المستعان إنما هو حقهم أعطوه وأنا أسعد بأدائه إليهم منهم بأخذه فلا تحمدني عليه فإنه لو كان من مال الخطاب ما أعطيتموه ولكني قد علمت أن فيه فضلا ولا ينبغي أن أحبسه عنهم فلو أنه إذا خرج عطاء أحد هؤلاء العريب ابتاع منه غنما فجعلها بسوادهم ثم إذا خرج العطاء الثانية ابتاع الرأس فجعله فيها فإني ويحك يا خالد بن عرفطة أخاف عليكم أن يليكم بعدي ولاة لا يعد العطاء في زمانهم مالا فإن بقي أحد منهم أو أحد من ولده كان لهم شئ قد اعتقدوه فيتكئون عليه فإن نصيحتي لك وأنت عندي جالس كنصيحتي لمن هو بأقصى ثغر من ثغور المسلمين وذلك لما طوقني الله من أمرهم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مات غاشا لرعيته لم يرح رائحة الجنة [9811] قال وأنا محمد بن سعد (4) أنا يزيد بن هارون أنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال

(١) زيادة عن الطبري.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٣) في ابن سعد: لنا.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / 301.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»