تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٥١
أحمد بن عمر المقرئ قال إبراهيم حدثني وقالوا أنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي نا محمد بن هشام بن أبي الدميك نا أحمد بن مالك بن ميمون نا عبد الملك بن قريب الأصمعي نا هريم بن الصقر عن بلال بن الأشقر عن المسور بن مخرمة الزهري قال خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب فنزلنا منزلا بطريق مكة يقال له الأبواء فإذا نحن بشيخ على قارعة الطريق فقال الشيخ يا أيها الركب قفوا فقال عمر قفوا فوقفنا فقال عمر قل يا شيخ قال أفيكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال عمر أمسكوا لا يتكلمن أحد ثم قال أتعقل يا شيخ قال العقل ساقني إلى ها هنا قال توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وقد توفي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم قال فبكى حتى ظننا أن نفسه ستخرج من بين (1) جنبيه ثم قال فمن ولي أمر الأمة من بعده قال أبو بكر قال نحيف (2) بني تيم قال نعم قال أفيكم هو قال لا قال وقد توفي قال نعم قال فبكى حتى سمعنا لبكائه شحيجا (3) ثم قال فمن ولي أمر الأمة بعده فقال عمر بن الخطاب قال فأين كانوا عن أبيض بني أمية يريد عثمان بن عفان فإنه كان ألين جانبا وأقرب قال قد كان ذلك قال إن كانت صداقة عمر لأبي بكر لمسلمة إلى خير أمنكم هو قال هو الذي يكلمك منذ اليوم قال (4) أغثني فإني لم أجد مغيثا قال ومن أنت بلغك الغوث قال أنا أبو عقيل أحد بني مليل لقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ردهة بني جعل دعاني إلى الإسلام فآمنت به وصدقت بما جاء به سقاني شربة من سويق شرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أولها وشربت آخرها فما برحت أجد شبعها إذا جعت وريها إذا عطشت (5) وبردها إذا أصبحت ثم تيممت في (5) رأس الأبيض أنا وقطعة غنم لي أصلي في يومي وليلتي خمس صلوات وأصوم شهرا وهو رمضان وأذبح شاة لعشر ذي الحجة أنسك بها ذاك علمي حتى ألقت بها السنة فما أبقت لنا منها إلا شاة واحدة كنا ننتفع بدرتها فغبنها الذئب البارحة الأولى فأدركنا ذكاتها فأكلنا وبلغناك ببعض فأغث أغاثك الله فقال عمر بلغك الغوث بلغك الغوث أدركني على الماء

(1) " بين " كتبت فوق الكلام في " ز ".
(2) تقرأ بالأصل وم و " ز ": " بخفيف " والمثبت عن المختصر.
(3) بالأصل وم و " ز ": " سحيحا " والمثبت عن المختصر.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز "، وم.
(5) ما بين الرقمين بياض مكانه في " ز ".
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»