أكلمه فلم يزل كذلك حتى لعبوا وضحكوا (1) الصبيان ثم قام فقال يا أسلم أتدري لم ربضت بحذائهم قلت لا يا أمير المؤمنين قال رأيتهم يبكون فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى أراهم يضحكون فلما ضحكوا طابت نفسي أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد قال ذكر مصعب بن عبد الله الزبيري حدثني أبي عبد الله بن مصعب عن ربيعة بن عثمان الهديري (2) عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم قال (3) خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى حرة واقم (4) حتى إذا كنا بصرار (5) إذا نار فقال يا أسلم إني لأرى ها هنا ركبا قصر بهم الليل والبرد انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم فإذا بامرأة معها صبيان صغار وقدور منصوبة على نار وصبيانها يتضاعون فقال عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول يا أصحاب النار فقالت وعليك السلام فقال أدنو فقالت ادن بخير أو دع قال فدنا وقال ما لكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال وما بال هؤلاء الصبية يتضاغون قالت الجوع قال فأي شئ في هذه القدور (6) قالت (7) ماء أسكتهم (8) به حتى يناموا والله بيننا وبين عمر قال أي رحمك الله وما يدري عمر بكم قالت يتولى أمرنا ثم يغفل عنا قال فأقبل علي فقال انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق فأخرج عدلا من دقيق وكبة شحم فقال أحمله علي فقلت أنا أحمله عنك فقال أنت تحمل وزري يوم القيامة لا أم لك فحملته عليه فانطلق وانطلقت معه إليها نهرول فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئا فجعل يقول لها ذري علي وأنا أحرك لك وجعل ينفخ تحت القدر ثم يمرثها (9) فقال
(٣٥٣)