تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣١٣
خرج عمر بن الخطاب ليلة يحرس فرأى مصباحا في بيت فدنا منه فإذا عجوز تطرق شعيرا (1) لها لتغربله بقدح وهي تقول:
على محمد صلاة الأبرار * صلى عليه (2) المصطفون الأخيار قد كنت قواما بكاء (3) الأسحار * يا ليت شعري والمنايا أطوار هل تجمعني وحبيبي الدار تعني النبي (صلى الله عليه وسلم) فجلس عمر يبكي فما زال يبكي حتى قرع (4) الباب (5) عليها فقالت من هذا قال عمر بن الخطاب قالت وما لي ولعمر ما يأتي عمر (6) هذه الساعة قال افتحي رحمك الله فلا بأس عليك ففتحت له فدخل فقال ردي علي الكلمات التي قلت آنفا فردته عليه فلما بلغت آخره قال أسألك أن تدخليني (7) معكما قالت:
وعمر فاغفر * له يا غفار فرضي منها ورجع قال وأنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر بن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك (8) أنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب أخذ نبتة من الأرض فقال يا ليتني هذه النبتة ليتني لم أك شيئا ليت أمي لم تلدني ليتني كنت نسيا منسيا أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن

(١) في كتاب الزهد والرقائق: تطرق شعرا لها لتغزله أي تنفشه بقدح لها.
(2) عند ابن المبارك: عليك.
(3) عند ابن المبارك: بكى.
(4) بالأصل: فرع، والمثبت عن م، و " ز "، والزهد.
(5) رسمها بالأصل: " السات " والتصويب عن م، و " ز "، والزهد.
(6) في الزهد: بعمر.
(7) بالأصل وم والزهد: " تدخلني " والمثبت عن " ز ".
(8) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق في باب تعظيم ذكر الله ص 79 رقم 234.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»