تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣١٥
الناس لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم فيقبضن (1) لي (2) القبضة من التمر أو الزبيب فأظل يومي وأي يوم ثم نزل فقال له عبد الرحمن بن عوف يا أمير المؤمنين ما زدت (3) على أن قميت (4) نفسك يعني عبت فقال ويحك يا ابن عوف إني خلوت فحدثتني نفسي قالت أنت أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك فأردت أن أعرفها نفسها " أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (5) أنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي نا أبو عمير الحارث بن عمير عن رجل أن عمر بن الخطاب رقي المنبر وجمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس لقد رأيتني ومالي من أكال يأكله الناس إلا أن لي خالات من بني مخزوم فكنت أستعذب لهن الماء فيقبضن لي القبضات من الزبيب قال ثم نزل عن المنبر فقيل له ما أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين قال إني وجدت في نفسي شيئا فأردت أن أطأطئ منها أخبرنا أبو العلاء زيد وأبو المحاسن مسعود ابنا علي بن منصور بن الراوندي بالري قالا أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقومي أنا أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد نا علي بن أحمد بن محمد بن قرقور نا محمد بن علي بن زيد الصايغ نا سعيد بن منصور نا أحمد بن عبد الله عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال كنت مع عمر بن الخطاب بضجنان (6) فقال كنت أرعى للخطاب بهذا المكان فكان فظا غليظا فكنت أرعى أحيانا وأحتطب أحيانا فأصبحت أضرب الناس ليس فوقي أحد إلا الله رب العالمين ثم قال:
لا شئ مما ترى تبقى (7) بشاشته * يبقى الإله ويؤدي المال والولد

(١) بالأصل: فيقبض، والمثبت عن م، و " ز ".
(٢) " لي " كتبت بين السطرين في " ز ".
(٣) كذا الكلام متصل بالأصل وم، وجاء في " ز " بعدها بياض مقدار كلمتين.
(٤) كذا بالأصل وم و " ز " والمختصر، " قميت " غير مهموز.
(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / 293.
(6) بالأصل وم و " ز ": " بضميان " والتصويب عن المختصر، وضجنان: بالتحريك ونونين: قيل: جبل بتهامة، وقيل:
جبيل على بريد من مكة (راجع معجم البلدان).
(7) الأصل: إلا، والمثبت عن م و " ز ".
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»