تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٥٢
أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن محمد بن أبي قدامة عن عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال لما حضرت أبا (1) الصديق الوفاة دعا عثمان بن عفان فأملى عليه عهده هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حين يؤمن الكافر ويتوب الفاجر إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب فإن عدل فذلك رأيي فيه وظني به وإن جار وبدل فالحق أردت ولا أعلم الغيب " وما توفيقي إلا بالله " (2) " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " قال ولما أملى عليه (3) عهده هذا على عثمان أغمي على أبي بكر قبل أن يسمي أحدا فكتب عثمان عمر بن الخطاب فأفاق أبو بكر فقال لعثمان لعلك كتبت أحدا قال ظننتك لما بك وخشيت الفرقة فكتبت عمر بن الخطاب فقال يرحمك الله أما لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا فدخل عليه طلحة بن عبيد الله فقال لهم (4) أنا رسول من ورائي إليك تقولون قد علمت غلظة عمر علينا في حياتك فكيف بعد وفاتك إذا أفضت إليه أمورنا والله سائل عنه فانظر ما أنت قائل له قال أجلسوني أبالله تخوفونني قد خاب من وطئ من (5) أمركم وهما إذا سألني قلت استخلفت على أهلك خيرهم لهم فأبلغهم هذا عني وهذا هو المحفوظ فأما علي فقد روي عنه الرضا ببيعة عمر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمر نا يحيى (6) بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية (7) عن الصلت بن بهرام عن سيار قال (8) لما ثقل أبو بكر أشرف على الناس من كوة فقال يا أيها الناس إني قد عهدت عهدا

(١) بالأصل " أبي ".
(٢) سورة هود، الآية: ٨٨.
(٣) " عليه " سقطت من " ز "، وم.
(٤) كذا بالأصل، وفي م، و " ز ": فقال له.
(٥) الزيادة عن م و " ز ".
(٦) كتبت فوق الكلام بين السطرين في " ز ".
(٧) بالأصل: " عتبة " وفي " ز ": " غيينة " والمثبت عن م.
(٨) رواه من هذا الطريق في أسد الغابة ٣ / 666 وفيه: " عن يسار " بدلا من " سيار ".
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»